تأثير علاج الحالة المزاجية والنفسية على الالتهاب في مرض التهاب الأمعاء

علوم

تحسين الحالة المزاجية يقلل مستويات الالتهاب لدى الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء

25 كانون الثاني 2024 11:54

كشف بحث أجراه علماء من جامعة كينغز لندن أن العلاجات التي تعمل على تحسين الحالة المزاجية يمكن أن تقلل مستويات الالتهاب لدى الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء بنسبة 18%، مقارنة بالمرضى الذين لم يحصلوا على هذه العلاجات. 

علاجات الحالة المزاجية تقلل المؤشرات الحيوية الالتهابية في مرض التهاب الأمعاء

وجد الباحثون في معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب في جامعة كينغز لندن أن التدخلات المصممة لتحسين الحالة المزاجية، بما في ذلك العلاج النفسي ومضادات الاكتئاب والتمارين الرياضية، ارتبطت بانخفاض كبير في مستويات المؤشرات الحيوية الالتهابية لدى الأفراد المصابين بمرض التهاب الأمعاء IBD، وقد تقدم التدخلات الخاصة بالمزاج علاجاً بديلاً فعالاً ومنخفض التكلفة لمرض التهاب الأمعاء.

مرض التهاب الأمعاء

مرض التهاب الأمعاء، الذي يشمل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، هو حالة من أمراض المناعة الذاتية المزمنة التي تؤثر على الكثير من الأشخاص في العالم، وتسبب في البداية التهاب الجهاز الهضمي، وهذا يؤدي إلى آلام في البطن، والإسهال، والتعب، وسلس البول، وغيرها من الأعراض المنهكة، وإلى جانب الأعراض الجسدية، يمكن أن يكون لمرض التهاب الأمعاء آثار كبيرة على الصحة النفسية والرفاهية.

تأثير علاج الحالة المزاجية والنفسية على الالتهاب في مرض التهاب الأمعاء

يمكن اكتشاف المؤشرات الحيوية الالتهابية في الجسم التي تدل على منطقة ونوع الالتهاب، حيث قام الباحثون بتحليل الدراسات الموجودة حول مستويات المؤشرات الحيوية للبروتين C-Reactive والكالبروتكتين البرازي والتي تعد مؤشرات محددة لمرض التهاب الأمعاء، بالإضافة إلى مقياس مشترك للمؤشرات الحيوية الالتهابية الأخرى.

وقالت "ناتاشا سيتون" المؤلفة الأولى للدراسة وطالبة الدكتوراه في جامعة كينغز: "إن مرض التهاب الأمعاء هو حالة مؤلمة والأدوية الحالية التي تقلل الالتهاب باهظة الثمن ويمكن أن يكون لها آثار جانبية مزعجة، لقد أظهرت دراستنا أن التدخلات التي تعالج الصحة النفسية تقلل من مستويات الالتهاب في الجسم، وهذا يشير إلى أن التدخلات المزاجية يمكن أن تكون أداة قيمة في طريقة مساعدة المصابين بمرض التهاب الأمعاء."

العلاجات النفسية توفر نتائج واعدة لعلاج مرض التهاب الأمعاء

حلل الباحثون بيانات أكثر من 15000 مقالة ودراسة علمية، والتي قامت بقياس مستويات المؤشرات الحيوية الالتهابية واختبار التدخل المزاجي، على سبيل المثال، التدخلات لتقليل الاكتئاب والقلق والتوتر، أو تحسين الحالة العاطفية والرفاهية.

ووجد الباحثون أن العلاجات النفسية، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي CBT، والحد من التوتر القائم على اليقظة الذهنية، كانت لها أفضل النتائج على الالتهاب في مرض التهاب الأمعاء، مقارنة بمضادات الاكتئاب والتمارين الرياضية، وكانت التدخلات ذات التأثير الإيجابي الأكبر على الحالة المزاجية هي نفسها التي سببت تأثيراً إيجابياً أكبر على الحد من المؤشرات الحيوية للالتهابات، وتشير هذه النتائج إلى أن الآلية الكامنة وراء تأثير التدخلات النفسية والاجتماعية على الالتهاب في مرض التهاب الأمعاء يمكن أن تكون أفضل طريقة للعلاج. 

المصدر: مجلة The Lancet