العلاقة بين التعرض للتوتر في مرحلة المراهقة والمشاكل النفسية في مراحل لاحقة

علوم

التعرض للتوتر في مرحلة المراهقة يرتبط بمشاكل الصحة النفسية في مرحلة البلوغ

31 كانون الثاني 2024 14:23

وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة ساو باولو أن التعرض للكثير من التوتر خلال سنوات المراهقة يمكن أن يغير الطريقة التي تعمل بها الجينات في الدماغ، وترتبط هذه التغييرات في الغالب بكيفية إنتاج أجسامنا للطاقة ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل في كيفية تنفس الخلايا.

قد تسبب هذه التغيرات مشاكل سلوكية ومشاكل في الصحة النفسية عندما يصبح هؤلاء المراهقون بالغين، ونُشرت الدراسة في مجلة الطب النفسي الانتقالي. 

العلاقة بين تغيرات الدماغ في مرحلة المراهقة والمشاكل النفسية عند البلوغ

المراهقة هي فترة تغييرات كبيرة في الجسم والسلوك، حيث يمر الدماغ، على وجه الخصوص، بالكثير من التغييرات الهيكلية والوظيفية خلال هذه الفترة، وتتأثر هذه التغييرات بكل من العوامل الوراثية والبيئة الاجتماعية.

ويقول الدكتور "ثاميريس سيلفا" المؤلف الرئيسي للدراسة، أن دماغ الفئران المراهقة، مثلها مثل دماغ الإنسان، قابل للتكيف بدقة، وتظهر هذه القدرة على التكيف في كيفية عمل الجينات وفي السلوك.

يمكن أن تؤثر التغيرات في نشاط الجينات في أجزاء مختلفة من الدماغ على كيفية اتصال خلايا الدماغ، كما يمكن أن تنتشر هذه التغييرات في جميع أنحاء الجسم وتسبب تأثيرات طويلة الأمد حتى مرحلة البلوغ، بما في ذلك مشاكل الصحة النفسية.

العلاقة بين التعرض للتوتر في مرحلة المراهقة ومشاكل الصحة النفسية في مراحل لاحقة

ويضيف "فيليبي غوميز" المؤلف المشارك للدراسة، أن سنوات المراهقة هي المفتاح لنمو الدماغ، وأكد أنه يمكن أن يكون للتجارب الاجتماعية، وخاصة السلبية منها مثل الصدمة أو سوء المعاملة، تأثير كبير خلال هذه الفترة بما يؤثر على مدى قدرة الشخص على التعامل مع التوتر في وقت لاحق من الحياة.

هناك جزء واحد من الدماغ، وهو قشرة الفص الجبهي، حساس فعلاً للتوتر خلال سنوات المراهقة، وهو الجزء المسؤول عن التحكم في العواطف، وهي مهارة عادة ما تتحسن مع التقدم في السن.

في الفئران التي تعرضت للتوتر خلال سنوات المراهقة، أظهر هذا الجزء من الدماغ نشاطاً أقل في بعض الجينات المهمة لكيفية عمل الميتوكوندريا، والميتوكوندريا هي أقسام صغيرة من الخلايا التي تنتج الطاقة، وهذه الطاقة ضرورية للخلايا العصبية، وهي الخلايا الموجودة في دماغنا والتي تساعد في التحكم في سلوكنا واستجابتنا للتوتر، بدأت الدراسة بالنظر في كيفية تصرف الفئران عندما تكون متوترة، وشمل ذلك كيفية تفاعلهم مع الآخرين، ومهارات التفكير.

وخضعت الفئران لاختبار الإجهاد لمدة عشرة أيام خلال فترة كانت فيها أدمغتها تتغير بشكل كبير، وأظهرت الاختبارات أنها تعاني من المزيد من القلق، وأنها أقل اهتماماً بالتواصل الاجتماعي، ووجد الباحثون أن الفئران المجهدة لديها بالفعل نشاط جيني مختلف في أدمغتها. 

المصدر: مجلة الطب النفسي الانتقالي