العلاقة بين المشي في الهواء الطلق وتعزيز الانتباه والقدرات المعرفية

علوم

المشي وسط الطبيعة يعزز الانتباه والقدرات المعرفية وعمليات التحكم التنفيذي في الدماغ

1 شباط 2024 10:49

قدم باحثون من جامعة يوتا أدلة علمية جديدة على أن قضاء الوقت في الطبيعة لا يفيد القلب والحالة النفسية فقط، بل يعزز الانتباه والقدرات المعرفية أيضاً، حيث استخدم الباحثون تخطيط كهربية الدماغ EEG لقياس نشاط الدماغ، ووجدوا أن المشي في الطبيعة يحسن بعض عمليات التحكم التنفيذي في الدماغ، بما يتجاوز الفوائد المرتبطة بالرياضة وحدها، وتضيف هذه الدراسة إلى المجموعة المتنامية من الأدلة العلمية التي تسلط الضوء على التأثير الإيجابي للبيئة الطبيعية على الصحة البدنية والنفسية والعقلية.

قاد البحث "إيمي ماكدونيل" و"ديفيد ستراير" من مجموعة أبحاث الطبيعة والصحة البشرية في جامعة ولاية يوتا. 

حاجة البشر إلى الطبيعة

وبحسب ستراير، فإن الغابة الحضرية الكثيفة التي تميز البيئات الحديثة، مع انحرافاتها المستمرة والتقدم التكنولوجي، تتناقض بشكل صارخ مع البيئة الطبيعية التي تطور البشر للتواصل معها، ويشير هذا المفهوم، المعروف باسم البيوفيليا، إلى أن البشر لديهم حاجة أساسية للطبيعة وأن تناقص إمكانية الوصول إلى البيئات الطبيعية يشكل خطراً على صحتنا.

العلاقة بين المشي في الهواء الطلق وتعزيز الانتباه والقدرات المعرفية

شملت الدراسة 92 مشاركاً خضعوا للمشي لمدة 40 دقيقة إما عبر مشتل خصب في سفوح التلال، أو في الحرم الجامعي القريب المليء بالأسفلت، وقبل المشي، تعرض المشاركون لمهمة معرفية مرهقة عقلياً، تليها مهمة انتباه، وكان الغرض هو استنفاد قدرتهم على الانتباه وقياسها بعد التعب.

كشفت النتائج أن الأشخاص الذين خضعوا للمشي في الطبيعة أظهروا تحسناً في الاهتمام التنفيذي، في حين أن الذين مشوا في المدينة لم يختبروا نفس الفوائد المعرفية، وتشير هذه النتيجة إلى أن البيئة نفسها تلعب دوراً فريداً في تعزيز الانتباه والقدرات المعرفية، ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن التمارين الرياضية تفيد أيضاً الاهتمام التنفيذي، لذلك طلب من كلا المجموعتين ممارسة التمارين الرياضية أثناء الدراسة للحصول على هذه النتائج.

يذكر أن ما يميز هذه الدراسة عن الأبحاث السابقة في هذا المجال هو اعتمادها على بيانات مخطط كهربية الدماغ بدلاً من الدراسات الاستقصائية الذاتية والتقارير الذاتية، وذلك باستخدام مجموعة من 32 قطب كهربائي موضوعة على فروة الرأس، بحيث تمكن الباحثون من تسجيل النشاط الكهربائي في الدماغ، مما وفر قياسات دقيقة وموضوعية لقدرة الانتباه. 

المصدر: جامعة يوتا