موقف الأطفال الإيجابي تجاه مادة الرياضيات يبدأ بالانخفاض خلال سنوات الدراسة المبكرة

تطور اهتمام الأطفال بمادة الرياضيات خلال سنوات الدراسة المبكرة

أكدت دراسة حديثة من فنلندا، نشرت في المجلة البريطانية لعلم النفس التربوي، هذه النتيجة وذلك بعد دراسة تطور اهتمام الأطفال بالرياضيات خلال سنوات الدراسة المبكرة وكيف يرتبط هذا التطور بكفاءتهم في الرياضيات، وتابع الباحثون ما يقرب من 300 طفل لمدة ثلاث سنوات.

وقال البروفيسور ماركو نيميفيرتا من جامعة كولومبيا: "كانت الملاحظة المهمة هي أن الحافز الأولي العالي لدى المبتدئين في المدرسة، والانخفاض الأقل في الحافز لاحقاً، تنبأ بكفاءة أفضل في الصف الثالث، بعد مراعاة الاختلافات الأولية في الكفاءة"، أي أن الطلاب بغض النظر عن كفاءتهم الأولية وصلوا إلى أفضل مستوى في مادة الرياضيات في الصف الثالث.

اهتمام الأطفال بالرياضيات خلال سنوات الدراسة المبكرة يرتبط بكفاءتهم فيها

ولم تكن هناك فروق بين الجنسين في دوافع وكفاءة المبتدئين في المدرسة، ولكن في نهاية المتابعة، انخفض حافز الفتيات، في المتوسط، أكثر من دافع الفتيان.

وتظهر الدراسة أن الأطفال قادرون على تقييم دوافعهم للرياضيات بدقة إلى حد ما عند بداية المدرسة، وبالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أن تقييمات الأطفال لاهتماماتهم كانت مرتبطة بشكل كبير مع كفاءتهم فيها.

وقال نيميفيرتا: "من الطبيعي أن يهتم الأطفال أكثر بالأشياء التي يشعرون بالرضا عنها، والعكس صحيح، فقد يقومون بعمل أفضل عندما يدرسون مادة يهتمون بها".

الدافع الإيجابي للمبتدئين تجاه مادة الرياضيات في المدرسة ينخفض خلال سنوات الدراسة المبكرة

ومع ذلك، وفي المتوسط، يبدأ الدافع الإيجابي للمبتدئين في المدرسة في الانخفاض خلال سنوات الدراسة المبكرة، ويؤثر حجم هذا الانخفاض على الاختلافات اللاحقة في الكفاءة، ورغم عدم وجود فروق بين الجنسين في الكفاءة، فإن التغير الأكثر سلبية في الحافز لدى الفتيات في المتوسط يعكس تطوراً مؤسفاً بين الجنسين، والذي تظل آثاره واضحة حتى وقت لاحق.

كيف تحافظ على اهتمام طفلك بمادة الرياضيات؟

على الرغم من أن التغيير السلبي الذي لوحظ في الدراسة قد يعكس جزئياً التقييم الذاتي الأكثر واقعية للأطفال مع مرور الوقت، إلا أن الباحثين يشتبهون في أن الرياضيات أصبحت أكثر صعوبة تدريجياً، لأن الأهل والمعلمين يركزون أكثر على الأداء والنتائج النهائية.

وقال نيميفيرتا: "إن الارتباط الملحوظ بين التغيير في التحفيز والكفاءة يظهر، مع ذلك، القيمة المضافة للاهتمام الإيجابي ومفهوم الذات، وسيكون من المهم تطوير وتطبيق ممارسات التدريس التي تدعم اهتمام الأطفال بالرياضيات وتحافظ عليه وتعزز تجاربهم في النجاح"، وأكد نيميفيرتا أن المطلوب هو إثارة اهتمام الأطفال بالرياضيات وليس التركيز على العلامات بحد ذاتها.