تجنب الخضروات النشوية وتناول الكربوهيدرات الموجودة في الحبوب يضر بجودة التغذية

علوم

فوائد الخضراوات النشوية ومخاطر استبدال الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات

15 شباط 2024 15:18

كلنا سمعنا من قبل أن الكربوهيدرات سيئة للصحة" لكن هذه المقولة لا تتكلم عن الفروق الدقيقة بين أنواع الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات، فتناول الخبز الأبيض يختلف عن تناول البطاطا الحلوة أو الفاصولياء، والفشل في التمييز بينها يمكن أن يكون له عواقب صحية سيئة.

تُحتسب الخضروات النشوية في الواقع ضمن إجمالي كمية الخضروات التي يجب تناولها، وفقاً للمبادئ التوجيهية الغذائية الصحية، وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت الأبحاث الحديثة أن عدم تناول الخضروات النشوية وتناول الكربوهيدرات الموجودة في الحبوب لمدة يوم واحد فقط أدى إلى انخفاض بنسبة 21% في كمية البوتاسيوم، وانخفاض بنسبة 17% في فيتامين ب 6، وانخفاض بنسبة 11% في فيتامين سي، وانخفاض بنسبة 10% في الألياف. 

مخاطر استبدال الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات بالحبوب

ويقول اختصاصي التغذية "كيث أيوب" الأستاذ المشارك الفخري من كلية ألبرت أينشتاين للطب، في بيان إعلامي: "من المغري التفكير في جميع الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات على أنها قابلة للاستبدال، ولكن يتم تصنيف هذه الأطعمة ضمن مجموعات غذائية مختلفة لسبب ما، وربما الأهم من ذلك، أنها تميل إلى أن تحتوي على محتويات مختلفة إلى حد كبير من الفيتامينات والمعادن".

استبدال الخضروات النشوية بالحبوب يحد من تناول العناصر الغذائية

على سبيل المثال، تحتوي البطاطا والأطعمة الأخرى المشابهة لها عادةً على نسبة أعلى من المعادن مثل البوتاسيوم مقارنة بالحبوب، وهو أحد العناصر الغذائية المهمة، وهذا لا يعني أن الحبوب، وخاصة الحبوب الكاملة، ليس لها مكان في النظام الغذائي لأي شخص، حيث توفر الحبوب الكاملة العناصر الغذائية مثل الألياف وفيتامينات ب المختلفة، والتي لا تقل أهمية عن المعادن.

أهمية إدراج الخضار النشوية وغير النشوية في النظام الغذائي

ويقول أيوب: "كما هو الحال في كثير من الأحيان في عالم التغذية، فإن التوجيهات تتعلق بالتوازن والتنوع والاعتدال، وهو الأمر الذي قد يبدو مملاً، ولكن يجب الإنتباه إلى كل هذه العوامل، ومن المهم الحصول على المزيج الصحيح من الخضار والحبوب وإدراج كل من الخضار النشوية وغير النشوية للمساعدة في ضمان تلبية احتياجاتنا من المغذيات الكبيرة والمغذيات الدقيقة".

وأضاف أيوب:"من المهم أيضاً أن ندرك أن بعض المجموعات الثقافية تستخدم تقليدياً بعض الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات، ولهذا السبب هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم كيفية تأثير الخيارات الغذائية المختلفة للكربوهيدرات على جودة النظام الغذائي وما هي الأطعمة المناسبة ثقافياً التي ينبغي تشجيعها للمساعدة في سد أي فجوات غذائية".

المساهمات الغذائية لكل من الخضروات النشوية والحبوب في النظام الغذائي

ولهذه الغاية، قام الدكتور أيوب بتحليل نموذجين من قوائم الطعام ليوم واحد لتقييم المساهمات الغذائية لكل من الخضروات النشوية والحبوب في النظام الغذائي، وتم استخدام قائمة تحتوي على 2000 سعرة حرارية تقريباً كأساس لتعكس التوصيات الغذائية الحالية ضمن المبادئ التوجيهية الغذائية، وشملت الأطعمة الحبوب والبطاطا البيضاء، حيث تم استخدام البطاطا كوجبة إفطار على شكل بطاطا مقلية وفي العشاء على شكل بطاطا مشوية.

تجنب الخضروات النشوية وتناول الكربوهيدرات الموجودة في الحبوب يضر بجودة التغذية

وأكد أيوب أنه لا توفر جميع الكربوهيدرات نفس العناصر الغذائية، لذلك لا يمكن جمعها معاً، حيث تعتبر الحبوب والخضروات النشوية من الأطعمة التي توفر مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن، على الرغم من أن الأخيرة تميل إلى أن تكون أكثر ثراءً ببعض العناصر الغذائية مثل البوتاسيوم، وأظهرت الدراسة أن تجنب الخضروات النشوية وتناول الكربوهيدرات الموجودة في الحبوب يمكن أن يضر بجودة التغذية، وأكد أيوب أيضاً أن البطاطا تتمتع بمحتوى غذائي رائع ويمكن أن تكون جزءاً من نظام غذائي متوازن. 

المصدر: مجلة Frontiers