التعرض للضوء الأحمر يخفض مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام

علوم

الضوء الأحمر يقلل من مستويات الغلوكوز في الدم ويظهر تأثير في السيطرة على مرض السكري

22 شباط 2024 12:57

وجد الباحثون، في دراسة جديدة نشرتها مجلة Biophotonics، أن 670 نانومتر من الضوء الأحمر حفز إنتاج الطاقة داخل الميتوكوندريا، مما أدى إلى زيادة استهلاك الغلوكوز، وعلى وجه الخصوص، أدى إلى انخفاض بنسبة 27.7% في مستويات الغلوكوز في الدم بعد تناول السكر، كما أدى إلى خفض الحد الأقصى لارتفاع الغلوكوز بنسبة 7.5%.

وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت على أفراد أصحاء، إلا أن هذه التقنية غير الجراحية وغير الدوائية لديها القدرة على أن يكون لها تأثير كبير على السيطرة على مرض السكري بعد تناول الطعام، لأنها يمكن أن تقلل من التقلبات الضارة في نسبة الغلوكوز في الدم في الجسم والتي تساهم في الشيخوخة. 

العلاقة بين لون الضوء وخلل تنظيم نسبة السكر بالدم

وتسلط الدراسة الضوء أيضاً على العواقب الصحية المهمة طويلة المدى على صحة الإنسان، بما في ذلك الخلل المحتمل في تنظيم نسبة السكر في الدم الناتج عن التعرض الطويل للضوء الأزرق، خاصةً لأن مصابيح LED تبعث ضوءاً أقرب للطرف الأزرق من الطيف مع القليل جداً من اللون الأحمر، ولذلك اقترح المؤلفون أن هذا قد يكون مشكلة صحية عامة محتملة.

الضوء ذو الطول الموجي الطويل يزيد إنتاج الطاقة داخل الميتوكوندريا ويقلل نسبة الغلوكوز

توفر الميتوكوندريا الطاقة اللازمة للعمليات الخلوية الحيوية، وذلك باستخدام الأكسجين والغلوكوز لإنتاج نوكليوسيد أدينوسين ثلاثي الفوسفات الغني بالطاقة ATP، وأثبتت الأبحاث السابقة أن الضوء ذو الطول الموجي الطويل بين حوالي 650-900 نانومتر يمكن أن يزيد من إنتاج الميتوكوندريا لـ ATP مما يقلل من نسبة الغلوكوز في الدم ويحسن أيضاً الصحة عند الحيوانات، ويقول المؤلفون إن هذا التحسن في إنتاج ATP يمكن أن يسبب تغييرات في الإشارات تنتقل في جميع أنحاء الجسم.

ويقترح الباحثون أيضاً أن هذه العلاقة قد تكون قادرة على علاج بعض أنواع السرطان حيث يمكن أن يؤدي تعرض الورم الرئيسي إلى طول معين من الضوء إلى انكماش الأورام الثانوية الموجودة في جزء مختلف من الجسم، وبالمثل، فإن ضوء 670 نانومتر الذي تم تسليطه بشكل انتقائي على الفئران في الدراسات السابقة أدى إلى تحسينات في ATP الذي يحسن الأعراض في كل من الفئران المصابة بمرض باركنسون واعتلال الشبكية السكري.

تأثير الضوء الأحمر على نسبة الغلوكوز في الدم

لاستكشاف تأثير الضوء الأحمر بطول 670 نانومتر على نسبة الغلوكوز في الدم، قام الباحثون بتجنيد 30 مشاركاً سليماً، تم تقسيمهم بشكل عشوائي إلى مجموعتين: 15 في مجموعة الضوء الأحمر بطول 670 نانومتر، و15 في مجموعة العلاج الوهمي بدون ضوء، ولم يعاني أي من المشاركين أي حالات استقلابية معروفة ولم يتناولوا أي دواء.

ثم تم تسجيل مستويات الغلوكوز في الدم كل 15 دقيقة خلال الساعتين التاليتين لكل من المشاركين، وأظهر الأشخاص الذين تعرضوا للضوء الأحمر قبل 45 دقيقة من تناول السكر انخفاضاً في مستوى ذروة الغلوكوز في الدم وانخفاضاً في إجمالي الغلوكوز في الدم خلال الساعتين.

التعرض للضوء الأحمر يخفض مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام

وقال الدكتور "باونر" المؤلف الرئيسي للدراسة: "من الواضح أن الضوء يؤثر على طريقة عمل الميتوكوندريا وهذا يؤثر على أجسامنا على المستوى الخلوي والبدني، وقد أظهرت دراستنا أن التعرض للضوء الأحمر لمدة دقيقة واحدة يخفض مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام، على الرغم من أن هذا لم يحدث إلا في الأفراد الأصحاء في هذه الدراسة، إلا أنه لديه القدرة على التأثير على السيطرة على مرض السكري في المستقبل، حيث يمكن أن يساعد في تقليل ارتفاع مستوى الغلوكوز الضارة المحتملة في الجسم بعد الأكل. 

المصدر: مجلة Biophotonics