أجرى الإعلامي اللبناني علي شعيب، تقييما للمرحلة السابقة من المواجهات بين المقاومة في لبنان والجيش الإسرائيلي منذ بدئها في 8 أكتوبر الماضي، بعد يوم واحد من عملية طوفان الأقصى.
دخول المقاومة اللبنانية في المواجهة مع إسرائيل
وبين الإعلامي شعيب مراسل قناة المنار وإذاعة النور، في مقطع مصور عبر حسابه على تطبيق X، بأن المقاومة الإسلامية دخلت في الثامن من أكتوبر على خط المواجهة التضامنية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي تحت عنوان التضامن مع أهلنا ومقاومتنا الشريفة في غزة انطلاقا من الواجب الأخلاقي والديني والوطني، والأمن الوطني للبنان.
ولفت إلى أن ما تقوم به المقاومة هو أيضا دفاع عن لبنان لأن المواجهة التي تحصل مع أهل غزة وفي فلسطين بشكل عام هي نموذج عن المواجهة التي ستحصل مع لبنان في حال التقاعس عن القيام بالواجب وردع هذا العدو الإسرائيلي.
تدرج عمليات المقاومة ضد الجيش الإسرائيلي
وأوضح شعيب المكان الذي وصلت إليه المواجهات بعد هذه الأشهر التي مرت عليها، مشيرا إلى أن ما بات معروفا هو أن المقاومة وفي كل يوم تقوم بسلسلة من العمليات الهجومية باتجاه المواقع الإسرائيلية، ولاحقا تدرجت باستهداف التجمعات وملاحقة التجمعات خلف خطوط الحافة الأمامية، وأينما ينتشر وينزح العدو تلاحقه المقاومة من خلال معلومات استخبارية وعبر تحليق المسيرات الدائم فوق المستعمرات وهذا الأمر يتضح عندما نسمع بأن هناك صافرات إنذار في الشمال الإسرائيلي خشية تسلل مسيرات.
واعتبر بأن من المؤكد أن الأجواء في داخل فلسطين المحتلة هي مسرح لعمليات استطلاعية للمقاومة وهذا لم يعد يخفى على أحد فالمقاومة نشرت مشاهد تؤكد هذا الأمر من خلال القيام بالتحليق فوق منظومات القبة الحديدية وفوق مواقع قيادية للاحتلال الإسرائيلي، ولاحقا أيضا بدأت باستهداف القواعد الأساسية والعسكرية والرئيسية والقيادية وتحديدا قاعدة ميرون الجوية ومقر قيادة المنطقة الشمالية وفرقة الجليل واللواء الشرقي وثكنات ومعسكرات التدريب وصولا إلى ثكنة معالي غولان في مرتفعات الجولان السوري المحتل وثكنة يوآف وغيرها، وتدرجت هذه العمليات وصولا إلى استهداف المنازل بشكل مباشر وبالصواريخ الموجهة ردا على الاعتداءات الإسرائيلية والهجمات الجوية وخاصة التي استهدفت منازل في المناطق المدنية.
رد المقاومة المدروس والدقيق على الاعتداءات الإسرائيلية
وبحسب تقييم الإعلامي علي شعيب فإن المقاومة تمكنت من خلال دراسة عميقة وحسابات دقيقة لكل عملية ولكل رد كانت تقوم به على الاعتداءات الإسرائيلية، من إبقاء المدنيين محيدين، وقد حصل بالفعل بعض الخروقات باستهداف العديد من المناطق وكان المقاومة ترد عليهم وما زالت تَعِدُ بالرد على سقوط الدماء بمزيد من الدماء لقوات الاحتلال الإسرائيلي أو غير هذه القوات، مشددا على الثقة بأن المقاومة لن تترك دماء أبناء شعبها تذهب هدرا وعلى أن الرد على دماء الشهداء المدنيين قادم بلا شك.
كما أشار إلى أن الغارات الجوية أيضا خارج المنطقة الحدودية يتم الرد عليها باستهداف مناطق بعيدة جدا عن الجبهة الحدودية بطريقة مدروسة جدا كي تُبقي المناطق البعيدة عن الحدود بعيدة عن المواجهات، وأيضا أن يتم إبقاء المدنيين بعيدا عن الاستهداف، مبينا بأن هذا الإنجاز تحقق بشكل كبير للمقاومة وهذا يحسب للمقاومة، من خلال حكمتها وطريقة استهدافها التضامنية لمواقع الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك فما زال الوضع هو مواجهة عسكرية عسكرية وكل خرق لاستهداف مناطق مدنية تقوم المقاومة بالرد عليه بالمثل أو بطريقة تتناسب وتتلاءم مع طبيعة هذه المواجهة.
أسباب الفشل الإسرائيلي في لبنان
وبحسب شعيب فهناك فشل إسرائيلي رغم كل الغارات الجوية ورغم كل القصف المدفعي والتهديدات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والفشل الإسرائيلي يكمن بعجزه عن تحقيق أهدافه بمنع العمليات أو إيقافها أو خوف المقاومة من استمرار هذه العمليات فنرى بالعكس وبعد كل هذه الأشهر نرى أربعين صاروخا وستين صاروخا ينطلقون من راجمات الصواريخ من أكثر من منطقة باتجاه الأراضي المحتلة في ظل تحليق الطائرات الحربية والتجسسية على مختلف أنواعها.
وأضاف بأن أهداف الاحتلال فشلت في منع العمليات بل زاد زخمها وهذا دليل على أن المقاومة لم تزل على عهدها تواصل تضامنها مع غزة، وفي ذات الوقت تحمي المدنيين في معظم المناطق اللبنانية رغم حصول بعض الخروقات، لكن يُحسب للمقاومة بأن الناس خارج المنطقة الحدودية تعيش حياة طبيعية جدا وهذا ملاحظ بشكل كبير، وهذا أيضا يُسجَّلُ للمقاومة بأنها لم تتقاعس في مواجهة العدو على الحدود وتضربه كل يوم، وبنفس الوقت تحمي مناطقها المدنية من الاستهداف وخصوصا استهداف المدنيين.
معلومات حول مقر قيادة الفرقة 146 المستحدث
وكان الإعلامي علي شعيب قد نشر عبر حسابه على تطبيق X، معلومات عن المقر المستحدث لقيادة الفرقة 146 في قاعدة جعتون التابعة لجيش العدو الإسرائيلي الذي أعلنت المقاومة الإسلامية اللبنانية اليوم الثلاثاء استهدافه.
حيث أوضح شعيب بأن هذا المقر يبعد 9 كلم عن الحدود اللبنانية الجنوبية، وتم إشغال هذا المقر بعد تصاعد العمليات العسكرية في شمال فلسطين عقب عملية طوفان الأقصى.
وأضاف بأن الفرقة 146 تضم لواء مشاة، لواء مدرعات، لواء مظليين وفوج مدفعية، وأن التشكيل الملحق بالمقر يضم قيادة العمليات، قيادة الاتصالات، قيادة الاستخبارات، والتشكيلات المولجة حماية المقر، مشيرا إلى أن المهمة العملياتية الحالية هي ادارة الجهد الدفاعي في المواجهات القائمة ضمن القطاع الغربي على الجبهة الشمالية مع لبنان.