العيش بالقرب من المساحات الخضراء يرتبط بارتفاع كثافة العظام وصحتها

علوم

العيش بالقرب من المساحات الخضراء يقلل خطر الإصابة بهشاشة العظام

7 آذار 2024 12:50

وجدت الأبحاث الحديثة التي نشرتها مجلة حوليات الأمراض الروماتيزمية أن العيش في المناطق الخضراء بالقرب من الحدائق والمتنزهات قد يزيد من كثافة العظام ويقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام.

وخلص الباحثون إلى أن انخفاض مستويات تلوث الهواء في المساحات الخضراء يعد عاملاً مساهماً مهماً في هذا الارتباط الذي تم اكتشافه. 

مخاطر الإصابة بهشاشة العظام

تؤدي هشاشة العظام إلى إضعاف العظام، مما يجعلها هشة وعرضة للكسر بسرعة، كما يمكن أن تؤدي إلى الألم المزمن، وانخفاض القدرة على الحركة، وتدهور نوعية الحياة، ويشير الباحثون إلى أن هذه المشكلة تمثل بالفعل مشكلة صحية رئيسية في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يرتفع انتشارها العالمي بسبب ارتفاع أعداد المعمرين بشكل عام في العالم وبسبب التغيرات في نمط الحياة الحديث المتّسم عموماً بالخمول وتلوث الهواء والماء والطعام.

العلاقة بين كمية المساحات الخضراء وحالات هشاشة العظام

تنجم هشاشة العظام عن عوامل وراثية وهرمونية وبيئية، وعلى الرغم من أن العيش بالقرب من المساحات الخضراء مرتبط بانخفاض مخاطر الاضطرابات الصحية، لكن لم يكن العلماء يعرفون فيما إذا كان هذا يمتد إلى خطر الإصابة بهشاشة العظام، وإلى أي مدى قد تكون القابلية الوراثية مؤثرة في هذه الحالة.

ومن أجل الحصول على جواب دقيق لهذه الأسئلة، قام الباحثون بتحليل البيانات من دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة لما مجموعه 391298 شخصاً، متوسط أعمارهم 56 عاماً، وأكثر من نصفهم بقليل، بنسبة 53٪، من النساء.

كان لدى جميع المشاركين في الدراسة معلومات مسجلة عن كثافة المعادن في عظامهم، والعوامل المؤثرة المحتملة بما في ذلك العرق، ودخل الأسرة السنوي، ومستوى التعليم، والحالة الوظيفية، والمنطقة السكنية، واستهلاك الكحول، ومستويات النشاط البدني، وعادة التدخين، والنظام الغذائي.

تم حساب الخطر الوراثي للإصابة بهشاشة العظام باستخدام درجة المخاطر المتعددة الجينات، وتم استخدام مقياس مستخدم على نطاق واسع، يسمى مؤشر الاختلاف الطبيعي للغطاء النباتي NDVI، والذي يعتمد على صور الأقمار الصناعية، لتحديد مقدار المساحات الخضراء في المنطقة السكنية لكل مشارك.

وتم تقدير متوسط التعرض السنوي لملوثات أكسيد النيتروجين NO2 والجسيمات الدقيقة PM2.5 بناءً على الرمز البريدي السكني وبيانات من مشروع ESCAPE، الذي يبحث في الآثار طويلة المدى على صحة الإنسان الناجمة عن التعرض لتلوث الهواء.

وخلال فترة مراقبة متوسطها 12 عاماً، ظهرت حالات جديدة من هشاشة العظام لدى 9307 شخص كانوا على الأرجح أكبر سناً وإناثاً، ومدخنين ومتقاعدين، وكانوا أيضاً أكثر عرضة لانخفاض التحصيل العلمي وأن يكونوا أكثر فقراً من الناحية الاقتصادية.

العيش بالقرب من المساحات الخضراء يرتبط بارتفاع كثافة العظام وصحتها

لكن ظهرت علاقة ثابتة بين كمية المساحات الخضراء وحالات هشاشة العظام الجديدة، حيث قدَّر المؤلفون مؤشر NDVI بخطوات تبلغ حوالي 300 متر من المساحات الخضراء السكنية المتاحة على مسافة 300 إلى 1500 متر، ومع كل زيادة في مؤشر NDVI وجدوا زيادة في كثافة المعادن في العظام وانخفاض خطر الإصابة بهشاشة العظام بنسبة 5٪.

وكانت العوامل المعتدلة الرئيسية في الارتباط الموجود بين المساحات الخضراء وتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام هي انخفاض مستويات ثاني أكسيد النيتروجين و PM2.5. 

المصدر: مجلة حوليات الأمراض الروماتيزمية