هل يمكن للتمارين الرياضية أن تعكس التنكس العصبي المرتبط بمرض باركنسون؟

علوم

ممارسة التمارين الهوائية المكثفة تعكس التنكس العصبي المرتبط بمرض باركنسون

8 آذار 2024 10:42

أكدت دراسة تجريبية جديدة أن ممارسة التمارين الهوائية المكثفة، تؤدي إلى تأثيرات وقائية على صحة الدماغ، وأن لديها القدرة ليس فقط على إبطاء، بل ربما عكس، التنكس العصبي المرتبط بمرض باركنسون.

التمارين الرياضية تُحسن أعراض مرض باركنسون

أكدت الأبحاث السابقة أن العديد من أشكال التمارين الرياضية ترتبط بتحسن أعراض مرض باركنسون، ولكن لا يوجد أي دليل على أن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية يمكن أن يحدث تغييرات على مستوى الدماغ.

أهمية التمارين الهوائية المكثفة لصحة الخلايا العصبية

أما الآن، فقد أظهرت دراسة صغيرة لإثبات صحة المفهوم شملت 10 مرضى، أن ممارسة التمارين الهوائية عالية الكثافة تحافظ على الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين، وهي خلايا الدماغ الأكثر عرضة للتدمير لدى المرضى المصابين بالمرض.

ووجد الباحثون أنه وبعد ستة أشهر من التمرين، أصبحت الخلايا العصبية أكثر صحة وأنتجت إشارات دوبامين أقوى، علماً أن الدوبامين هو مادة كيميائية تساعد خلايا الدماغ على التواصل مع بعضها البعض.

الأدوية المتوفرة حالياً لمرض باركنسون مخصصة فقط لعلاج الأعراض، لكنها غير قادرة على علاج المرض فعلياً، لكن يبدو أن التمارين الرياضية تذهب أبعد من ذلك وتحمي الدماغ على مستوى الخلايا العصبية.

وقال الدكتور إيفان موريس، أستاذ الأشعة والتصوير الطبي الحيوي في كلية الطب بجامعة ييل، والباحث الرئيسي للدراسة: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام التصوير للتأكيد على أن بيولوجيا الدماغ لدى أولئك الذين يعانون من مرض باركنسون تتغير بشكل إيجابي بسبب التمارين المكثفة".

ما هو مرض باركنسون وما أسباب الإصابة به؟

مرض باركنسون، هو اضطراب تنكسي عصبي ناجم عن اختلال بروتين ألفا سينوكلين الموجود بشكل طبيعي في خلايانا، حيث يتراكم هذا البروتين داخل الخلايا العصبية ويدمرها.

الخلايا المنتجة للدوبامين الأكثر تأثراً تتواجد في جزء من الدماغ المعروف باسم المادة السوداء، وهي منطقة قريبة من قاعدة الدماغ، ومع موت هذه الخلايا، يؤدي نقص الدوبامين إلى ظهور الأعراض الجسدية للمرض.

وخاصة الأعراض الحركية مثل الرعشات وبطء الحركة، وبعد ذلك يتطور المرض بشكل تدريجي، وفي وقت التشخيص، عادة ما يكون المرضى قد فقدوا بالفعل أكثر من نصف الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين.

ولذلك، وفي الوقت الذي يظهر فيه المرضى الأعراض الحركية النموذجية لمرض باركنسون، يمكن الافتراض بأن عملية التنكس العصبي قد تكون بدأت بالفعل قبل ذلك بكثير، ربما قبل عقد من الزمن أو عقدين.

المصدر: مجلة npj