فوائد نظام الصيام المتقطع لصحة الدماغ

علوم

الفوائد الصحية للصيام المتقطع وتأثيره على صحة الدماغ

13 آذار 2024 14:10

أصبح نظام الصيام المتقطع نظاماً غذائياً شائعاً للأشخاص الذين يرغبون بفقدان الوزن أو التحكم فيه، كما يعتبره الكثيرون وسيلة لإعادة ضبط عملية التمثيل الغذائي، والسيطرة على الأمراض المزمنة، وإبطاء الشيخوخة، وتحسين الصحة العامة.

وفي الوقت نفسه، تشير بعض الأبحاث إلى أن الصيام المتقطع قد يوفر طريقة مختلفة للدماغ للوصول إلى الطاقة وتوفير الحماية ضد الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر، وهذه ليست فكرة جديدة، فقد اعتقد اليونانيون القدماء أن الصيام يحسن القدرة على التفكير، ولكن ماذا تقول الأدلة الحديثة؟ 

ما هو الصيام المتقطع؟

إن نظامنا الغذائي الذي يحدد السعرات الحرارية المستهلكة، ونوعية المغذيات الكبيرة، أي نسبة الدهون والبروتين والكربوهيدرات التي نتناولها، وتوقيت استهلاك الوجبات، هي كلها عوامل في نمط حياتنا يمكننا تغييرها، وقد يفعل الناس ذلك لأسباب ثقافية، أو من أجل فقدان الوزن، أو لتحقيق مكاسب صحية محتملة.

تعرف على الفوائد المذهلة للصيام المتقطع على صحة الدماغ

يعتمد نظام الصيام المتقطع على تحديد فترات قصيرة للحصول على السعرات الحرارية أو الطاقة، حيث يقتصر تناول الطعام على 12 إلى 16 ساعة يومياً، تليها فترات من تناول الطعام بشكل عادي.

فوائد نظام الصيام المتقطع لصحة الدماغ

يستهلك الدماغ حوالي 20% من مجمل استهلاك الجسم للطاقة، ولذلك ، هناك أربع طرق يمكن أن يؤثر بها الصيام المتقطع على الجسم، وهذا بالتالي يؤثر أيضاً على الدماغ.

1. الكيتونية "حرق الدهون":

الهدف من العديد من إجراءات الصيام المتقطع هو تغيير عملية التمثيل الغذائي، للانتقال من حرق الكربوهيدرات إلى حرق الدهون، وهذا ما يسمى الكيتونية ويحدث عادة بعد 12-16 ساعة من الصيام، بعد أن يتم استنفاد مخازن الكبد والغليكوجين، حيث تصبح الكيتونات، وهي المواد الكيميائية التي تنتجها هذه العملية الأيضية، مصدر الطاقة المفضل للدماغ.

ونظراً لكون عملية إنتاج الطاقة من الكيتونات هي عملية بطيئة وتسبب خفض مستويات السكر في الدم، يمكن أن تسبب الحالة الكيتونية أعراض الجوع والتعب والغثيان وانخفاض الحالة المزاجية والتهيج والإمساك والصداع و"ضبابية" الدماغ.

وفي الوقت نفسه، ومع انخفاض استقلاب الغلوكوز في الدماغ مع تقدم العمر، أظهرت الدراسات أن الكيتونات يمكن أن توفر مصدراً بديلاً للطاقة للحفاظ على وظائف المخ ومنع اضطرابات التنكس العصبي المرتبطة بالعمر والتدهور المعرفي.

ولذلك، فقد ثبت أن زيادة الكيتونات من خلال المكملات الغذائية أو النظام الغذائي تعمل على تحسين الإدراك لدى البالغين الذين يعانون من تدهور إدراكي معتدل وأولئك المعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر.

2. ضبط الساعة البيولوجية الداخلية:

إن تناول الطعام في أوقات لا تتوافق مع الإيقاع اليومي الطبيعي لجسمنا يمكن أن يعطل كيفية عمل أعضائنا، وتشير الدراسات التي أجريت على عمال المناوبات أو الورديات إلى أن هذا قد يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة.

إن الأكل المقيد بالوقت يعتمد على مبدأ تناول الوجبات خلال فترة تتراوح من ست إلى عشر ساعات خلال اليوم عندما تكون أكثر نشاطاً، ولذلك يسبب الأكل المقيد بالوقت تغيرات في التعبير الجيني في الأنسجة ويساعد الجسم أثناء الراحة والنشاط.

أشارت دراسة أجريت عام 2021 على 883 شخص بالغ في إيطاليا إلى أن أولئك الذين تناولوا الطعام خلال مدة عشر ساعات يومياً كانوا أقل عرضة للإصابة بضعف إدراكي مقارنة بأولئك الذين يتناولون الطعام دون قيود زمنية.

3. تحسين عملية إنتاج الطاقة أو الميتوكوندريا:

يوفر الصيام المتقطع حماية للدماغ من خلال تحسين وظيفة الميتوكوندريا والتمثيل الغذائي وتقليل المواد المؤكسدة.

إن الدور الرئيسي للميتوكوندريا هو إنتاج الطاقة الضرورية لصحة الدماغ، وترتبط العديد من الأمراض المرتبطة بالعمر ارتباطاً مباشراً باختلال توازن العرض والطلب على الطاقة، والذي يُعزى على الأرجح إلى خلل في عمل الميتوكوندريا أثناء التقدم بالعمر.

تشير الدراسات التي أجريت على القوارض إلى أن صيام يوم أو تقليل السعرات الحرارية بنسبة تصل إلى 40% قد يحمي أو يحسن وظيفة الميتوكوندريا في الدماغ، ولكن لا تدعم كل الدراسات هذه النظرية.

4. محور الأمعاء والدماغ:

تتواصل الأمعاء والدماغ مع بعضهما البعض عبر الجهاز العصبي في الجسم، حيث يمكن للدماغ أن يؤثر على الأمعاء، ويمكن أن تؤثر الأمعاء على الحالة المزاجية والإدراك والصحة النفسية.

وفي الفئران، أظهر الصيام المتقطع قدرة مميزة على تحسين صحة الدماغ عن طريق زيادة البقاء على قيد الحياة وتكوين الخلايا العصبية في منطقة الحصين في الدماغ، والتي تشارك في الذاكرة والتعلم والعاطفة. 

المصدر: موقع The conversation