قرار روسيا عدم استخدام دبابة أرماتا في الصراع الأوكراني

الرصد العسكري

المخابرات البريطانية تؤكد دخول أحدث جيل من دبابات T-14 أرماتا الروسية إلى الخدمة الفعلية

21 آذار 2024 13:48

وفقاً للمعلومات الصادرة يوم أمس 20 آذار الجاري، عن أجهزة المخابرات البريطانية، أدخل الجيش الروسي رسمياً أحدث جيل من دبابته القتالية الرئيسية T-14 Armata، إلى الخدمة الفعلية، وعلى الرغم من دخولها الخدمة بشكل فعلي، فقد أفادت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا قررت عدم نشر دبابة T-14 في الصراع الدائر في أوكرانيا، ويُعزى هذا القرار إلى ارتفاع تكاليف الدبابة والضرر المحتمل على السمعة الذي قد ينجم عن فقدان مثل هذه المركبة الحديثة في القتال، بحسب ما ذكره موقع Army Recognition.

قرار روسيا عدم استخدام دبابة أرماتا في الصراع الأوكراني

إن الحسابات الاستراتيجية وراء قرار روسيا بعدم استخدام دبابة أرماتا، أحدث جيل من دبابتها القتالية الرئيسية، في الصراع الأوكراني، تنطوي على دراسة معقدة للمخاطر، بما في ذلك المخاوف الكبيرة من احتمال الاستيلاء على الدبابة من قبل القوات الأوكرانية، وتعتبر دبابة T-14 من أحدث الدبابات في العالم، وهي تجسد العديد من الميزات المتقدمة التي تمثل قفزة كبيرة في قدرات المركبات المدرعة، ولذلك فإن استيلاء القوات الأوكرانية على هذه الدبابة في ساحة المعركة لن يمثل خسارة ملموسة لهذه الدبابة المتطورة فحسب، بل سيشكل أيضاً مشكلة كبيرة فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا.

مخاوف روسيا من نشر دبابة أرماتا T-14 في أوكرانيا

يوفر الاستيلاء على دبابة T-14 للقوات الأوكرانية، وربما لحلفائها، إمكانية وصول غير مسبوقة إلى التكنولوجيا العسكرية الروسية، ويمكن أن يشمل ذلك اكتشاف تركيبة درع الدبابة، وأنظمة الحماية المتكاملة، ووظيفة برجها غير المأهول، وأنظمة الاتصالات والاستهداف المتقدمة التي تستخدمها، ويمكن لمثل هذه المعلومات أن تقوض بشكل كبير التفوق التكنولوجي الذي صممت T-14 لتوفيره، مما يسمح للخصوم بتطوير تدابير مضادة أو حتى إجراء هندسة عكسية للمكونات المهمة لتصميمها.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن خسارة دبابة T-14 واحتمال الاستيلاء عليها من شأنه أن يلحق ضرراً كبيراً بسمعة روسيا، فدبابة أرماتا ليست مجرد دبابة، بل هي رمز للتحديث العسكري الروسي والبراعة التكنولوجية، ولن يؤدي الاستيلاء عليها إلى إظهار الضعف فيما يتم تقديمه على أنه أفضل المعدات العسكرية الروسية فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى تآكل التفوق الملحوظ للقوات المدرعة الروسية، وفي عالم الهيبة العسكرية الدولية والجوانب النفسية للحرب، يمكن أن يكون لمثل هذا الحدث آثار بعيدة المدى، مما قد يؤثر على معنويات القوات الروسية والحسابات الاستراتيجية للحلفاء والخصوم على حد سواء.

ولذلك، فإن قرار عدم استخدام دبابة T-14 في أوكرانيا لا يتعلق فقط بتجنب التكلفة المالية لخسارة قطعة متقدمة للغاية ومكلفة من المعدات العسكرية، ولكنه يتعلق أيضاً بحماية الأسرار التكنولوجية الموجودة في الدبابة والحفاظ على هيبة القوة العسكرية الروسية على المسرح العالمي، ويعكس هذا النهج استراتيجية حذرة، تزن فوائد نشر التكنولوجيا المتقدمة في مقابل التكاليف الاستراتيجية المحتملة.

الميزات الفريدة لدبابة أرماتا الروسية

تم الكشف عن دبابة أرماتا T-14 للعالم خلال موكب يوم النصر في موسكو في عام 2015، مما مثل قفزة كبيرة في تصميم المركبات المدرعة الروسية، فلقد مثلت هذه الدبابة أول تقدم كبير في تصميم الدبابات الروسية منذ عقود وتم الاعتراف بها من قبل الغرب على الفور لميزاتها المبتكرة وقدرتها على إعادة تعريف المعركة الحديثة.

يختلف تصميم دبابة T-14 عن نماذج الدبابات الروسية السابقة، حيث يتميز ببرج ثوري بدون سائق، ولا يقلل خيار التصميم هذا من عدد الطاقم اللازم لتشغيل الدبابة فحسب، بل يزيد أيضاً من قدرتهم على البقاء في المواقف القتالية بشكل كبير، حيث يتم إيواء الطاقم في كبسولة مدرعة في الجزء الأمامي من الهيكل، منفصلة عن الذخيرة المخزنة في البرج، مما يقلل من المخاطر على الطاقم.

قدرات دبابة أرماتا T-14 الروسية

ومن حيث القوة النارية، تم تجهيز T-14 بمدفع أملس جديد عيار 125 ملم قادر على إطلاق مجموعة متنوعة من أنواع الذخيرة، بالإضافة إلى الصواريخ الموجهة، ويكتمل هذا المدفع بنظام تحميل آلي بالكامل، مما يسمح بإطلاق النار بسرعة وتقليل عبء عمل الطاقم، ويسمح تصميم البرج غير المأهول بحمل مدفع أكبر وذخيرة أكبر مقارنة بتصميم الدبابات التقليدية.

هذا وتمتلك دبابة T-14 أحدث التقنيات العسكرية، بما في ذلك أنظمة الاستهداف المتقدمة، وقدرات الحرب الإلكترونية، وتكنولوجيا الحرب المرتكزة على الشبكة، وتعمل هذه الأنظمة على تعزيز الوعي الظرفي للدبابة، مما يسمح لها بالتواصل والتنسيق مع الوحدات الأخرى في الوقت الفعلي، مما يزيد بشكل كبير من فعاليتها في ساحة المعركة.

المصدر: موقع Army Recognition