تعد المحيطات المغطاة بالجليد في بعض الأقمار التي تدور حول كوكب زحل والمشتري مرشحين أقوياء في البحث عن حياة خارج كوكب الأرض.
حيث أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة واشنطن في سياتل وجامعة برلين أن حبيبات الجليد التي يتم قذفها من هذه الأقمار إلى الفضاء قد تحتوي على مادة كافية للكشف عن علامات الحياة باستخدام الأدوات التي سيتم إرسالها إلى هناك خلال هذا العام، هذا إذا كانت هذه الحياة موجودة بالفعل.
البحث عن علامات الحياة على الأقمار الجليدية
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة "فابيان كلينر" باحث ما بعد الدكتوراه في قسم علوم الأرض والفضاء في جامعة ويسكونسن: "أظهرنا لأول مرة أنه يمكن اكتشاف حتى جزء صغير من المواد الخلوية بواسطة مطياف الكتلة الذي سيتم وضعه على متن مركبة فضائية، نتائجنا تمنحنا المزيد من الثقة في أنه باستخدام الأدوات الجديدة، سنكون قادرين على اكتشاف أشكال الحياة المشابهة لتلك الموجودة على الأرض، والتي نعتقد بشكل متزايد أنها يمكن أن تكون موجودة على الأقمار التي تحتوي على محيطات".
نُشرت الدراسة في 22 آذار في مجلة Science Advances، بمشاركة باحثين من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا.
مهمة لاستكشاف علامات الحياة في حبيبات الثلج المنبعثة من الأقمار الجليدية
واكتشفت مهمة كاسيني، التي انتهت في عام 2017، شقوق متوازية بالقرب من القطب الجنوبي لقمر إنسيلادوس التابع لكوكب زحل، وينبعث من هذه الشقوق أعمدة تحتوي على غاز وحبيبات من الثلج، وستحمل مهمة "أوروبا كليبر" التابعة لناسا، والتي من المقرر إطلاقها في شهر تشرين الأول المقبل، المزيد من الأدوات لاستكشاف القمر الجليدي لكوكب المشتري، أوروبا، بمزيد من التفصيل.
وللتحضير لهذه المهمة، يدرس الباحثون ما قد يجده هذا الجيل الجديد من الأدوات، فليس من الممكن تقنياً إجراء محاكاة مباشرة لحبيبات الجليد التي تطير عبر الفضاء بسرعة 4 إلى 6 كيلومترات في الثانية لتصطدم بأداة رصد، كما ستكون سرعة الاصطدام الفعلية، وبدلًا من ذلك، استخدم الباحثون إعدادات تجريبية بحيث يتم قذف خيط رفيع من الماء السائل إلى الفراغ، حيث يتحلل إلى قطرات، ثم استخدموا شعاع الليزر لإثارة القطرات والقيام بالتحليل الطيفي الشامل لتقليد ما ستكتشفه الأدوات الموجودة على المسبار الفضائي.
وأظهرت النتائج أن الأدوات المقرر إرسالها في المهمات المستقبلية يمكنها اكتشاف المواد الخلوية في واحدة فقط من أصل مئات الآلاف من حبيبات الجليد.
المصدر: مجلة Science Advances