يعتبر الخبراء أن التقدم بالعمر والسمنة هما عاملان مرتبطان معاً في التسبب بالعديد من حالات المرض المختلفة.
وفي الآونة الأخيرة، سلطت مجموعة متزايدة من الأبحاث الضوء على علاقة مثيرة للقلق بشكل خاص ويتعلق بالدور الذي قد يلعبه هذان العاملان في تحضير الدماغ للإصابة بمرض الزهايمر، وهو عدو خطير في عالم الاضطرابات المعرفية.
ومع تزايد أعمار سكان العالم وارتفاع معدلات السمنة، فإن فهم هذا الارتباط لا يصبح مجرد مسألة ذات اهتمام علمي، بل أصبح ضرورة ملحة للصحة العامة.
عوامل الإصابة بالزهايمر
يتضمن مرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعاً للخرف، تدهور وظائف المخ مثل الذاكرة والتفكير، مما يؤثر بشدة على قدرة الفرد على أداء الأنشطة اليومية، وفي حين أن السبب الدقيق لمرض الزهايمر لا يزال مجهولاً، فإن بعض العوامل المعروفة مثل العوامل الوراثية، وعوامل نمط الحياة، والتأثيرات البيئية هي من العوامل الأكثر شهرة.
العلاقة بين الشيخوخة والسمنة وخطر الإصابة بالزهايمر
ومن بين هذه العوامل، تبرز الشيخوخة باعتبارها عامل الخطر الأكثر أهمية، حيث يتضاعف احتمال الإصابة بمرض الزهايمر لكل خمس سنوات بعد سن الـ 65 عاماً، ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن السمنة، وخاصة في منتصف العمر، يمكن أن تزيد أيضاً بشكل كبير من خطر الإصابة بهذا المرض المعرفي في فترات لاحقة.
إن العلاقة بين السمنة ومرض الزهايمر متعددة الأوجه، بما في ذلك الالتهاب ومقاومة الأنسولين ومشاكل الأوعية الدموية، وغالباً ما تؤدي السمنة إلى تغيرات أيضية يمكن أن تؤثر على صحة الدماغ، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وهذه الحالات بدورها يمكن أن تعيق تدفق الدم إلى الدماغ وتعزز الالتهاب، مما يخلق بيئة مواتية لتطور مرض الزهايمر.
السمنة تزيد خطر الإصابة بالزهايمر
وجدت إحدى الدراسات المهمة التي نشرتها مجلة "مرض الزهايمر" أن السمنة في منتصف العمر ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر في وقت لاحق من الحياة، وأشارت الدراسة إلى أن الوزن الزائد يزيد من إنتاج لويحات أميلويد بيتا في الدماغ، وهي السمة المميزة لمرض الزهايمر.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي السمنة إلى الإصابة بمقاومة الأنسولين، ليس فقط في الجسم ولكن أيضاً في الدماغ، حيث يلعب الأنسولين دوراً مهماً في صحة الخلايا العصبية والوظيفة الإدراكية، ويمكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين إلى تفاقم تلف خلايا الدماغ وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
تأثير الشيخوخة والسمنة على صحة الدماغ
ويبدو أن التفاعل بين الشيخوخة والسمنة يفاقم هذه المشكلة، فمع تقدمنا في العمر، تتضاءل قدرة الجسم على إدارة الوزن والصحة الأيضية، ويرجع ذلك جزئياً إلى التغيرات في مستويات الهرمونات، وانخفاض النشاط البدني، وفقدان كتلة العضلات، وهذا يخلق حلقة مفرغة حيث يمكن للشيخوخة أن تؤدي إلى تفاقم آثار السمنة على الدماغ، والعكس صحيح، مما يجعل من الصعب فصل التأثيرات الفردية لكل عامل على حدا.
المصدر: مجلة مرض الزهايمر