ترتبط الأدمغة الأكبر بصحة دماغية أفضل ووظيفة معرفية أكثر كفاءة، ومنذ ثلاثينيات القرن العشرين، بدأ حجم الدماغ عند الإنسان بالنمو، والآن، تظهر دراسة جديدة كيف يؤثر ذلك على خطر الإصابة بالخرف، وخاصة مرض الزهايمر.
في عام 2020، كان هناك أكثر من 55 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الخرف، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد كل 20 عاماً، ومع ذلك، فإن الارتفاع في عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة من المحتمل أن يكون انعكاساً لحقيقة ارتفاع متوسط العمر المتوقع وحقيقة أننا نعيش لفترة أطول.
وجدت دراسة ممولة من المعاهد الوطنية للصحة NIH عام 2016 أن هناك انخفاضاً تدريجياً في حالات الخرف المبلغ عنها حديثاً منذ السبعينيات، بمتوسط انخفاض قدره 20٪ في كل عقد.
عوامل ساهمت في انخفاض حالات الإصابة بالخرف
بحثت دراسة عام 2016 في تأثير التعليم، من بين عوامل أخرى، على خطر الإصابة بالخرف، ووجدت أنه بحلول العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، انخفض معدل الإصابة بنسبة 44٪ لدى أولئك الذين حصلوا على شهادة الدراسة الثانوية على الأقل مقارنة بالسبعينيات، وفي حين أشارت الدراسة إلى العلاقة بين التعليم والخرف، إلا أنها لم تذكر الأسباب المحتملة.
العلاقة بين حجم الدماغ وخطر الإصابة بالخرف
لكن دراسة جديدة أجرتها جامعة كاليفورنيا قد تكون تملك تفسيراً مقنعاً وهو أن أدمغتنا أصبحت أكبر الآن.
وقال تشارلز "دي كارلي" أستاذ علم الأعصاب ومدير مركز أبحاث مرض الزهايمر بجامعة كاليفورنيا، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "يبدو أن العقد الذي يولد فيه شخص ما يؤثر على حجم الدماغ وربما على صحة الدماغ على المدى الطويل، وتلعب الوراثة دوراً رئيسياً في تحديد حجم الدماغ، لكن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن التأثيرات الخارجية مثل العوامل الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية قد تلعب دوراً مهماً أيضاً".
استخدم باحثو جامعة كاليفورنيا نفس مجموعة البيانات التي استخدمتها الدراسة السابقة، وهي دراسة فرامنغهام للقلب FHS، وشملت الدراسة السكانية المجتمعية، التي بدأت في عام 1948، أكثر من 15000 فرد من فرامنغهام، ماساتشوستس من ثلاثة أجيال من المشاركين للتأكد من اتجاهات صحة القلب والدماغ.
وبين عامي 1999 و 2019، تم إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ على المشاركين في FHS، وفحص الباحثون نتائج 3226 مشاركاً، منهم 53% إناث و47% ذكور، ولدوا بين عامي 1930 و1970، ولم يكن لدى أي من المشاركين ضعف إدراكي أو تاريخ من التعرض لسكتة الدماغية، وهي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف.
حجم الدماغ الأكبر يحمي من الخرف
وعندما قارن الباحثون صور الرنين المغناطيسي للأشخاص الذين ولدوا في ثلاثينيات القرن العشرين مع مجموعة السبعينيات، وجدوا زيادات تدريجية ولكن ثابتة في حجم العديد من هياكل الدماغ، بنسبة زيادة تبلغ 6.6%.
وعلى الرغم من أن الناس كانوا أيضاً أطول في السبعينيات عما كانوا عليه في الثلاثينيات، إلا أنه بعد التعديل حسب الطول، ظلت الاختلافات صحيحة، وتشير الدراسات إلى أن حجم الدماغ الأكبر يشير إلى وجود "احتياطي دماغي" أكبر، والذي يمكن أن يحمي من الخرف.
المصدر: جامعة كاليفورنيا