توصلت دراسة جديدة إلى أن كبار السن الذين يقضون وقتاً طويلاً بانتظام مع العائلة والأصدقاء قد يكون لديهم أدمغة أكبر.
التحفيز الاجتماعي يعزز قوة العقل
شيخوخة الدماغ الصحية هي مسألة معقدة، ولا يزال الباحثون يحاولون فهم العوامل التي تحافظ على قوة العقل وأي هذه العوامل يغذي التراجع في الذاكرة والتفكير، لكن عدداً من الدراسات أشارت إلى أن الحياة الاجتماعية مهمة، حيث يُعتقد أن التحفيز الاجتماعي يساعد في دعم قوة العقل.
ومن ناحية أخرى، ارتبطت العزلة الاجتماعية في سنوات الشباب بزيادة خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة، لكن السبب الدقيق لهذا الارتباط غير واضح حتى الآن.
بالنسبة للدراسة الجديدة، طرح الباحثون بقيادة الدكتور توشيهارو نينوميا، من جامعة كيوشو في اليابان، سؤالاً مختلفاً: "هل العزلة الاجتماعية مرتبطة بحجم أدمغة كبار السن؟".
العزلة الاجتماعية تؤثر على حجم الدماغ لدى كبار السن
العزلة ترتبط بحجم دماغ أصغر
يتقلص الدماغ بشكل طبيعي إلى درجة معينة مع تقدم العمر، مما يعكس فقدان الخلايا العصبية واتصالاتها، لكن فقدان الأنسجة هذا يتسارع أثناء عملية الخرف، واستنتج الباحثون أنه إذا كان كبار السن المعزولون يميلون إلى امتلاك أدمغة أصغر، فقد يساعد ذلك في تفسير الارتباط بالخرف.
اتضح أن هناك بالفعل علاقة، وإن لم تكن سببية، وفقًا للنتائج التي نُشرت في 12 تموز في مجلة علم الأعصاب Neurology، فمن بين ما يقرب من 9000 بالغ ياباني تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر، قال أكثر من 600 أنهم "نادراً" ما خرجوا أو تحدثوا مع الأصدقاء أو الأقارب خارج منازلهم، وأظهر هؤلاء المشاركون عادةً حجماً أصغر للدماغ في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، بالنسبة لأولئك الذين كانوا أكثر نشاطاً اجتماعياً.
وعلى وجه التحديد، كان لديهم أنسجة أقل في هياكل دماغية معينة مرتبطة بالذاكرة ومن المعروف أنها تتأثر في المراحل المبكرة من الخرف، وأكد خبراء غير مشاركين في الدراسة أنها لا تثبت أبداً أن العزلة الاجتماعية تقلص الدماغ.
إذ قال الدكتور جويل ساليناس، طبيب الأعصاب في جامعة نيويورك لانغون هيلث في مدينة نيويورك، والمدير الطبي لعيادة الذاكرة على الإنترنت، أن أحد الاحتمالات هو أن تقلص الدماغ يحدث أولاً.
وأضاف ساليناس الذي لم يكن له دور في الدراسة: " أن الأشخاص في المراحل المبكرة من عملية الخرف قد يكون لديهم بعض الأعراض الخفية ويتغير سلوكهم، بما في ذلك البقاء في المنزل أكثر".
ومن ناحية أخرى، هناك أسباب معقولة يمكن أن تؤثر على الروابط الاجتماعية، أو عدم وجودها، في حجم الدماغ، حيث أشار ساليناس إلى أنه بقدر ما تسبب العزلة ضغوطاً مزمنة، فقد يؤثر ذلك على نظام القلب والأوعية الدموية وشيخوخة الدماغ.
وأوضح أنه على الطرف الآخر من المعادلة، فإن كبار السن الذين لديهم تحفيز عقلي واجتماعي بانتظام قد يبنون "احتياطيات معرفية" أكبر، ويشير هذا إلى قدرة الشخص على تحمل بعض التغيرات المرضية التي يمكن أن تحدث أثناء شيخوخة الدماغ، دون أن يفقد ذاكرته وقدراته على التفكير.
المصدر: مجلة علم الأعصاب