نظام كيتو الغذائي يخفف أعراض الأمراض النفسية

علوم

نظام الكيتو الغذائي يساعد على تخفيف أعراض اضطرابات الصحة النفسية

4 نيسان 2024 13:13

وجدت دراسة تجريبية صغيرة أن المرضى الذين يعانون من الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب تتحسن حالتهم بعد أربعة أشهر من اتباع النظام الغذائي الكيتوني أو "حمية كيتو".

في حين لا أحد يقول إن النظام الغذائي يجب أن يحل محل الأدوية النفسية، يعتقد الباحثون أنه يمكن أن يوفر مساعدة إضافية لبعض المرضى.

العلاقة بين نظام كيتو الغذائي والصحة النفسية

وقالت الدكتور "شيباني سيثي" وهي أستاذ مساعد في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد، والمؤلفة الأولى للدراسة: "إنه أمر واعد للغاية ومشجع للغاية أن تتمكن من استعادة السيطرة على مرضك بطريقة ما، بغض النظر عن مستوى الرعاية المعتاد".

وقالت سيثي أنها لاحظت لأول مرة احتمال وجود صلة بين نظام كيتو الغذائي والصحة النفسية عندما كانت تعمل كطالبة في عيادة تركز على السمنة وفقدان الوزن.

نظام كيتو الغذائي يخفف أعراض مرض الفصام

يعاني العديد من الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية من زيادة الوزن بسبب الآثار الجانبية للأدوية، وكانت سيثي تساعد في علاج أحد هؤلاء المرضى المصابين بالفصام.

وقالت إن الهلوسة السمعية لدى المريض أو "سماع الأصوات" والتي يمكن أن تكون من الأعراض الشائعة لمرض انفصام الشخصية، هدأت بعد اتباع نظام الكيتو الغذائي.

لم يظهر البحث في الدراسات السابقة سوى القليل فيما يتعلق باستخدام النظام الغذائي لمواجهة مرض انفصام الشخصية، ولكن كان هناك دليل على أنه يمكن أن يخفف من نوبات الصرع.

وأوضحت سيثي في بيان صحفي لجامعة ستانفورد أنه من الواضح أن النظام الغذائي فعل ذلك "عن طريق تقليل استثارة الخلايا العصبية في الدماغ، ولذلك أعتقد أنه سيكون من المفيد استكشاف هذا العلاج في الحالات النفسية".

فوائد نظام الكيتو الغذائي لمرضى الاضطرابات النفسية

كانت التجربة الجديدة صغيرة، إذ تم تشخيص إصابة 21 شخصاً بالغاً فقط إما بالفصام أو الاضطراب ثنائي القطب، وكان جميعهم يتناولون أدوية لهذا المرض، وكان لديهم أيضاً زيادة في الوزن، ومشاكل في ارتفاع نسبة الكوليسترول أو التحكم في نسبة السكر في الدم ومقاومة الأنسولين.

وطُلب من جميع المشاركين اتباع النظام الغذائي الكيتوني، وهو نظام يتم فيه تأمين حوالي 10% من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات، و 30% من البروتين، و 60% من الدهون.

وأوضحت سيثي: "ينصب التركيز على تناول الأطعمة الكاملة غير المصنعة، بما في ذلك البروتين والخضروات غير النشوية، وليس تقييد الدهون".

وتم استخدام اختبارات الدم لقياس مدى التزام الأشخاص بالنظام، وكان فقدان الوزن هو أول ميزة كبيرة، حيث أفاد الباحثون أن المشاركين فقدوا ما متوسطه 10% من وزن الجسم و 11% من محيط الخصر.

واستفاد المرضى أيضاً من انخفاض ضغط الدم والدهون الثلاثية ومستويات السكر في الدم ومقاومة الأنسولين.

وقالت سيثي: "إننا نشهد تغييرات هائلة، حتى لو كنت تتناول أدوية مضادة للذهان، فلا يزال بإمكاننا عكس السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي ومقاومة الأنسولين، وأعتقد أن هذا أمر مشجع جداً للمرضى".

وبالإضافة إلى كل ذلك، يبدو أن أدمغة المرضى تستفيد أيضاً، وقالت سيثي: "أبلغ المشاركون عن تحسن في طاقتهم ونومهم ومزاجهم ونوعية حياتهم، إنهم يشعرون بصحة أفضل وهم أكثر تفاؤلاً".

نظام كيتو الغذائي يخفف أعراض الأمراض النفسية

وفقاً لسيثي، تتجمع الأدلة على أن أمراض مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب قد تنبع، جزئياً من العجز الأيضي في الدماغ، والذي يؤثر على "استثارة" الخلايا العصبية.

وقالت سيثي: "أي شيء يحسن الصحة الأيضية بشكل عام سيؤدي على الأرجح إلى تحسين صحة الدماغ على أي حال، لكن النظام الغذائي الكيتوني يمكن أن يوفر الكيتونات كوقود بديل للغلوكوز للدماغ الذي يعاني من خلل في الطاقة".

المصدر: مجلة أبحاث الطب النفسي