روني ألفا يحذر من مشروع إسرائيلي بعد الحرب في غزة بهدف إشعال الداخل اللبناني

مشروع إسرائيلي في لبنان.. روني ألفا يحذر من مرحلة ما بعد الحرب على غزة

حذر الإعلامي والكاتب السياسي روني ألفا، من مشروع إسرائيلي لما بعد الحرب الدائرة حاليا يقضي بإشعال الداخل اللبناني عبر أدوات من الداخل، داعيا الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى التنبه لمرحلة ما بعد الحرب.

روني ألفا: 70 ألف عميل في لبنان

حيث أبدى ألفا خلال مقابلة مع الإعلامية رولا نصر، اعتقاده بأن هناك مشروعا إسرائيليا لما بعد الحرب يقضي بإشعال الداخل اللبناني، وأن إشعال هذا الداخل سيكون بأدوات من الداخل بدأت بالظهور منذ عام 2019 في وقت الثورة الملونة، وظهرت طفرة جمعيات المجتمع المدني وباتت بعشرات الآلاف وكلها تتمول بميزانيات مشبوهة الهدف منها تدمير بنية المناعة الوطنية الموجودة في هذا البلد.

وبحسب الإعلامي روني ألفا فإن هناك حوالي 70 ألف عميل في لبنان من مختلف الجنسيات، جزء منهم يعرف ماذا يفعل لصالح العدو، وجزء منهم لا يعرف ماذا يفعل لصالح هذا العدو، ولأجل ذلك فإن المرحلة المقبلة بعد الحرب ستكون حماية جبهتنا الداخلية من هذا الاختراق الخطير.

ودعا ألفا الأجهزة الأمنية اللبنانية كافة أن تفتح عيونها لمرحلة ما بعد الحرب، لأن المطلوب بحسب تعبيره ضرب الوحدة اللبنانية وتقسيم لبنان إلى كيانات طائفية ومذهبية، محذرا من مغبة الاستمرار بالترويج للفدرلة التي هي وجه من وجوه التقسيم في لبنان.

وردا على سؤال عن وجود معلومات لدى الأجهزة الأمنية عن هؤلاء الـ 70 ألف عميل، أعرب عن اعتقاده بأن مخابرات الجيش وفرع المعلومات والأمن العام يعرفون هذه المعلومات أكثر منه، مبينا وجود أشخاص تحت الرقابة، وهناك أشخاص يتم توقيفهم، مشددا على ضرورة الانتباه بالمرحلة المقبلة لهذه النقطة خاصة وأن العدو الإسرائيلي قام بعمل عقد مع غوغل ودخل إلى ثغرة في تطبيق واتساب، وخلق برنامج يخول له بالتواطؤ مع شركات الانترنت الدولية أن يدخل ليس فقط إلى مكالمات الأشخاص بل أيضاً إلى الموقع الجغرافي الموجود به هؤلاء الأشخاص، ويقوم بعملية مسح لكل الأشخاص الذين تم التواصل معهم منذ سنوات لليوم ويخرج كل ما يتكرر من اتصالات ويعرف شبكة العلاقات الاجتماعية لهم، لذلك فإن القدرة على الاستهداف هي قدرة دقيقة، ومن أجل ذلك قال سماحة السيد أن الجوال هو أكبر عدو، وكان يقصد أن هناك ثغرات كبيرة جداً يوجد بها خرق إسرائيلي خطير جداً، وأضاف قائلا: "أعتقد أننا جميع اللبنانيين تحت المجهر الإسرائيلي، ولا داعي للتذكير بأن داتا الاتصالات ليست محمية وقد تم بيعها لإحدى الدول العربية ومن إحدى الدول العربية أصبحت عند إسرائيل."

ولفت إلى أن المرحلة المقبلة ستكون خطيرة لأن عنوانها الأساسي سيكون الخروقات الإسرائيلية المستمرة، وقد يعمل الموساد الإسرائيلي في الداخل اللبناني إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر بأذرع داخلية.

ومن هنا ذكّرت الإعلامية رولا نصر بقضية مقتل الصراف محمد سرور، ليبين روني إلفا بأن تعقيدات هذه العملية والدقة في تنظيمها يعود بالتأكيد إلى جهاز مخابرات عريق بالاغتيالات وبالتالي الأكيد أن الأصابع تشير إلى الموساد الإسرائيلي أو أحد أذرعه.

وتابع بالقول: "حرب متعددة الرؤوس يتم توجيهها إلى لبنان لذلك أنا أقول إن المرحلة المقبلة هي مرحلة مواجهة ثقافية وحضارية واجتماعية واقتصادية وطبعاً مخابراتية ويجب أن تأخذ بعين الاعتبار قدرة لبنان على الدفاع عن نفسه لذلك لا أستطيع أن أرى مستقبل لبنان بدون سلاح هذه المقاومة كي تحمي حدوده ووجوده، وكل حديث عن مسألة تسليم سلاح حزب الله إلى الدولة هو هرطقة، أنا أقبل بالقيام باستراتيجية دفاع عن لبنان لحماية لبنان، لكن هناك فرق كبير بالمقاربة بين أن تقول أريد تسليم سلاح حزب الله للدولة وبين القول بأننا نريد القيام باستراتيجية دفاع تحمي الشعب والدولة، فـبالمنطق الأول تنفذ أجندة إسرائيلية وبالمنطق الثاني تنفذ أجندة لبنانية، وحزب الله سبق وأن دعا إليها ودعا للحوار قبل أي أحد."

روني ألفا: شعار لبنان لا يريد الحرب خديعة كبرى

وحول الأصوات المنددة بما يفعله حزب الله في الجنوب كالقول بأنه يجر الناس إلى الحرب، وعن كون هذا خطاب متصهين أو هو تعبير عن جزء من الرأي العام اللبناني، أوضح إلفا بأن هناك شق يتعلق بموقف ممكن أن تأخذه شريحة من اللبنانيين بالقول إنهم يريدون تحرير لبنان عبر النضال الدبلوماسي مع المؤسسات الدولية والأممية، وآخرون يقولون إن القضية لا تعنيهم وأنهم على المستوى النظري مع القضية الفلسطينية ولكن لماذا نقحم أنفسنا بصراع مسلح من أجل شعب أخر نحن نتعاطف معه لكننا غير مضطرين لربط مصيرنا بمصيره طالما الدول العربية والجامعة العربية تخلت عنهم، هؤلاء نقوم بالنقاش معهم وهي نقاشات طويلة ومنتجة لأن نواياهم حسنة أو مضللين فنستطيع النقاش معهم.

وأضاف: "أما القسم الآخر وهو الأخطر وهو عن تعاون وثيق مع من هم ضد لبنان وضد فلسطين ويمشون بركب العدو الإسرائيلي، وكشف إلفا عن معلومة خطيرة كشفها له سالم زهرة بأن هناك يافطات على الطريق تقول إن لبنان لا يريد الحرب، واستعمال هذا الشعار ملتبس وبشع، لأن الجميع فعلاً وحتى المقاومة لا تريد الحرب، لكن هذا الشعار وُضع من أجل شيء ثاني لكي يقول إن هذه المواجهة التي تقومون بها ضد هذا العدو لا نريدها، وكشف سالم زهرة بأن هناك مؤثرين على الـ new media أي على تيك توك وغيره، يتم الاتصال بهم من قبل جمعيات مجتمع مدني ومن قبل شخصيات ويطلب منهم تنزيل يافطة "لبنان لا يريد الحرب" على صفحتهم أو التكلم عنها مقابل مكافأة مالية تزداد حسب وقت عرضها أي إعلانات مدفوعة، مبينا بأن هذا فخ كبير جداً ويدل أن هذا الشعار هو خديعة كبيرة جداً المطلوب منها تحريك مشاعر اللبنانيين والمراد منها تحت الطاولة هو التحريض على المقاومة التي تقدم الشهداء على هذه الجبهة من أجل سيادة لبنان وحرية وكرامة لبنان.

وحول خطر العمالة لإسرائيل مقارنة مع السلاح الذي يتم اكتشافه في مخيمات النزوح السوري، اعتبر بأنه ليس خائفا مما يقال بأن مخيمات النزوح قد تتحول إلى بؤر فوضى، خاصة وأن هذه المخيمات مازالت تحت السيطرة، وأنه لا يرى مشروع تحويل النزوح السوري إلى حرب أهلية في المدى المنظور، وأن الإسرائيلي ضمن أهدافه استعمال النزوح السوري بعد انتهاء الحرب على غزة لضرب الأمن في لبنان ومواجهة السنة مع الشيعة، إنما من ناحية تحويل النزوح السوري إلى خطر وجودي يضرب الأمن الداخلي في لبنان فلا يراه أنه احتمال وارد.

روني ألفا: حرائق شمال فلسطين المحتلة حالة ردعية جديدة

وتعليقا على الحرائق الضخمة في شمال فلسطين المحتلة بسبب استهداف صواريخ المقاومة، قال روني إلفا: "نحن في حالة حرب ومواجهة مع العدو الإسرائيلي وبالتالي كل الأسلحة المناسبة التي يجب أن تُستخدم المقاومة تستخدمها، ولا داعي للتذكير بأن العدو الإسرائيلي عندما يقول سنحرق لبنان أو جنوب لبنان فردت المقاومة بإحراق شمال فلسطين المحتلة وهذا يدل على أن هناك حالة ردعية استراتيجية جديدة تحكم المواجهة بين لبنان وإسرائيل، هذه الحالة فصلها وحددها سماحة السيد نصرالله عندما قال: إذا وسعتم نوسع، وبالتالي نحن نمتلك أيضاً السلاح النووي، أي أن لبنان قادر اليوم على استهداف مراكز ذات طابع نووي في الداخل الإسرائيلي، وهذا ما يخلق شيء يسمى الردع الاستراتيجي."

وأعرب عن اعتقاده بأن المقاومة استهدفت بشكل مقصود هذه المناطق التي اندلعت بها الحرائق بهدف خلق بلبلة داخل هذه المستعمرات، لأن الحرائق أول ما ينتج عنها هو هروب المستوطنين من منازلهم خوفاً من امتداد الحرائق إلى المنازل التي يحتلونها، وبالتالي حالة الذعر هي أيضاً موازية لحالات الإصابة لدى العدو وقد يكون لها وقع نفسي أكبر بكثير من الوقع الحقيقي لإصابات حقيقية، وهذا ما حدث بالتحديد فعندما نقول أن هناك في شمال فلسطين المحتلة ما يقارب 150 ألف مستوطن تركوا هذه المنازل والأرض المحتلة وحسب الإحصاءات حوالي 40 ألف أو 50 الف منهم موجودين في فنادق قبرص والباقي موزعين في الداخل المحتل في الفنادق ومراكز الإيواء، فهذا يعني أن القذائف التي تخرج من لبنان والتي تسبب الحرائق لها مفعول استراتيجي لتدمير السيكولوجية الإسرائيلية.

ولفت إلى أن الكيان الإسرائيلي قائم على ثقة المستوطنين به وبمؤسساته العسكرية والسياسية، أي أن فكرة إسرائيل الاستقرار والسياحة والثبات كلها انتهت في الداخل الإسرائيلي، لذلك فإن المقاومة ساهمت أيضاً في تدمير البنية النفسية للمستوطن الإسرائيلي.

وحول مقولة السيد حسن نصر الله باحتمال عدم الحاجة إلى حرب لإنهاء الكيان الإسرائيلي، أشار الإعلامي روني إلفا إلى أن السيناريو المتوقع أو المحتمل هو الدمار الذاتي، مبينا أن هذا ليس احتمالا نظريا بل هذا احتمال بدأنا نرى تباشيره وإرهاصاته، أي انهيار المنظومة الأمنية العسكرية بإسرائيل على خلفية الإخفاقات في غزة وفقدان الثقة بين المستوطنين والمؤسسة العسكرية والسياسية، فقدان الثقة داخل المؤسسات السياسية، انقطاع أفق الاستثمار الاقتصادي في السياحة والصناعة داخل هذا الكيان وهروب المستوطنين وعدم الرغبة بالعودة، هذه كلها مؤشرات علينا أن نغذيها ونعززها بالمرحلة المقبلة، كي تشجع الإسرائيلي لترك ما يسمى زوراً وبهتاناً "أرض الله الموعودة" ليعودوا من حيث أتوا ويعود السكان الأصليين والفلسطينيين وملاك الأرض والدولة إلى سابق عهدها.