تُشكِّل الجالية العربية والإفريقية في فرنسا، نسبة هامة في أصوات الناخبين، ولها وزن لا يمكن الاستهانة به، فما حقيقة الدور الذي تلعبه هذه الجالية في الانتخابات الفرنسية وما حجم مشاركتها وهل للقضية الفلسطينية تأثير على اختياراتها؟
وقد تحدث الناشر اللبناني في فرنسا شادي منصور في لقاء مع قناة الميادين، عن الجهة التي تصب فيها الأصوات العربية والإفريقية في الانتخابات الفرنسية، والسبب الذي يدفعها للتصويت، مبينا أن الجالية العربية والإفريقية في فرنسا تنتخب عادة اليسار، أي الجبهة الشعبية أو تجمع اليسار وخاصة في وقتنا الحالي.
الجالية العربية والإفريقية في فرنسا تتجه لانتخاب تحالف اليسار
وأشار إلى أن حزب فرنسا الأبية بقيادة جان لوك ميلينشون، وبعد أن ناصر القضية الفلسطينية بشراسة، فقد أصبح هناك توجه كبير للجالية العربية والإفريقية لانتخاب تجمع اليسار.
وبالنسبة للجالية اللبنانية، فلفت منصور إلى أن هناك انقسام حاد فيها، فمن يناصر القضية الفلسطينية صوت لتجمع اليسار لحزب فرنسا الأبية، وهناك جزء كبير صوت لليمين المتطرف.
وردا على سؤال الميادين حول وجود 5 إلى 6 مليون ناخب عربي في فرنسا وطبيعة مشاركتهم، أوضح منصور بأن هناك قسم كبير منهم لم يذهب للتصويت خصوصا الأجيال الأولى والثانية من المهاجرين، بينما الجيل الثالث الشاب والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي والذين ولدوا في فرنسا هؤلاء من ذهب للتصويت.
وضرب شادي منصور مثالا على ذلك في بلدية السان دوني التي فيها أكبر جالية عربية وأفريقية في فرنسا، بأن نسبة التصويت فيها كانت هي أدنى نسبة مشاركة في فرنسا.
وأضاف: "للأسف لو ذهب المهاجرون وأبناءهم لصناديق الاقتراع لتغيرت نتائج الانتخابات الفرنسية."
وحول الأمر الذي يحرك الجالية العربية والإسلامية، وإن كان هو القضية الفلسطينية، أم مواقع التواصل الاجتماعي، أم الموقف الذي اتخذه حزب فرنسا الأبية، بين منصور بأن الجالية العربية والإسلامية تتأثر بأئمة المساجد وبخطب الجمعة، وأغلب المساجد في فرنسا تدار من قبل الدولة والنظام الحاكم.
وختم بالتأكيد على ما قاله بأن الشبان أبناء المهاجرين، قد تأثروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمواقف نواب حزب فرنسا الأبية والذين أغلبهم شباب أيضا وكان أغلب التصويت لهم.
ويذكر أن تحالف اليسار قد تصدر الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في فرنسا، وفق نتائج أولية، فيما حل تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي في المرتبة الثانية، واليمين المتطرف في المرتبة الثالثة.
المصدر: الميادين