هل تعكس أخطاء بايدن اللغوية تدهوراً معرفياً أم أنها زلات طبيعية؟

لماذا ننسى أو نسمي الأشخاص بأسماء خاطئة؟ الأسباب العلمية والتفسيرات الشائعة

شهدت الساحة السياسية مؤخراً جدلاً واسعاً بعد المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث خلط بين اسم نائبته كامالا هاريس وخصمه السياسي دونالد ترامب، فهذا الحادث لم يكن الأول من نوعه، فقد سبق لبايدن أن قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كـ"الرئيس بوتين" أمام الصحفيين، فهذه الأخطاء أثارت تساؤلات حول مدى قدرة بايدن على أداء مهامه كرئيس، وأعادت إلى الأذهان النقاش حول ما إذا كانت مثل هذه الزلات تشير إلى تدهور معرفي.

ولكن هل يمكن أن تكون هذه الأخطاء مجرد زلات طبيعية تحدث للجميع؟ في هذا المقال، نستعرض الأسباب العلمية وراء هذه الظاهرة ونلقي نظرة على الأبحاث التي تفسر لماذا ننسى أو نسمي الأشخاص بأسماء خاطئة.

أسباب خطأ تسمية الأشخاص

خطأ تسمية الأشخاص ليس دائمًا علامة على التدهور المعرفي، بل يمكن أن يكون ناتجاً عن الإجهاد، قلة النوم، أو نقص التركيز، حيث يقول العلماء إن الدماغ يميل إلى تجميع الأسماء التي ترتبط أو تشبه بعضها البعض، مما يجعل من السهل خلط الأسماء في مواقف معينة.

تأثير الإجهاد وقلة النوم على الذاكرة

قالت ستيفاني وونغ، أخصائية علم النفس العصبي السريري وزميلة باحثة أولى في جامعة فليندرز، أن تحت الإجهاد أو قلة النوم، يقوم الدماغ بسحب الأسماء المتشابهة أو المرتبطة عند التحدث، وهذا يفسر لماذا ننسى أو نخلط بين أسماء أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين.

الأبحاث الحديثة وتفسيراتها

أظهرت دراسة من جامعة ديوك في عام 2016 أن تسمية الأشخاص بأسماء خاطئة يحدث بشكل متكرر بين أفراد العائلة والأصدقاء المقربين بغض النظر عن العمر، وتقول الدكتورة وونغ: "الدماغ ينظم الأسماء المتشابهة في منطقة مماثلة بحيث يمكن استرجاع هذه المعلومات بسرعة".

هل يمكن أن يكون خطأ التسمية علامة مبكرة على التدهور المعرفي؟

يقول دميان هولسينغر، أخصائي علم الأعصاب من جامعة سيدني، إنه سيكون من غير العادل افتراض أن الأخطاء في التسمية تشير بالضرورة إلى التدهور المعرفي، ويشير الدكتور هولسينغر إلى أن هذا على الأرجح تراجع في الذاكرة مرتبط بالعمر وليس خرفاً.

أهمية النوم في الحفاظ على الذاكرة

يلعب النوم دوراً حاسماً في الذاكرة والاحتفاظ بها، حيث يقول الدكتور هولسينغر: "النوم مهم للغاية لأنه يساعد الجسم والدماغ على التخلص من السموم".

إذا بدأت في مناداة والدتك باسم قطتك ، فلا داعي للقلق الشديد، حيث تقول الدكتورة وونغ: "الزلات في تسمية الأشخاص بأسماء خاطئة شائعة جداً، ولكن إذا أصبح الأمر غير معتاد ويزداد سوءاً، فقد يكون هناك قلق حول التدهور المعرفي أو الخرف".

يعد فهم الأسباب العلمية وراء الزلات المعرفية في تسمية الأشخاص بأسماء خاطئة خطوة مهمة للتعامل معها بشكل صحيح، وبالرغم من أن هذه الزلات شائعة، إلا أن الوعي بها يساعدنا على التمييز بين ما هو طبيعي وما قد يستدعي القلق.