اكتشف الباحثون طريقة جديدة وواعدة لتشخيص التوحد تعتمد على تحليل البراز، مما يزيد من الأمل في عملية تشخيص أسهل وأسرع.
الميكروبيوم المعوي ودوره في فهم التوحد
كشفت دراسة جديدة عن طريقة فعالة من حيث التكلفة لتشخيص التوحد، مما يرفع الآمال في عملية تشخيص أكثر بساطة وسرعة، لكن ما الذي تتضمنه هذه الطريقة الجديدة؟ هل تعتمد على فحوصات الدماغ؟ أم تقييمات نفسية سريعة؟ يبدو أن أفضل شيء لاختبار التوحد قد يكون البراز.
اختلافات الميكروبات في الأمعاء
اكتشف الباحثون اختلافات ثابتة في الميكروبيوم المعوي – المجتمع المكون من تريليونات الميكروبات في أمعائك – بين الأفراد المصابين بالتوحد وأولئك الذين ليس لديهم، وفي الواقع يمكن أن تساعد عينة براز روتينية الأطباء في تحديد التوحد بشكل أسرع بكثير من الطرق الحالية.
الحاجة الماسة للتشخيص المبكر
يوضح البروفيسور سيو تشين نج، المشارك في الدراسة: "هناك حاجة ماسة للتشخيص المبكر للأطفال المصابين بالتوحد لأن العديد من هؤلاء الأطفال يعانون من أعراض متغيرة جدًا، إن التوحد شائع جدًا – حيث يصيب حوالي 1 من كل 100 شخص وفقًا لمنظمة الصحة العالمية – لكن أسبابه الدقيقة ليست مفهومة جيدًا، ويُعتقد أن العوامل الوراثية تلعب دورًا رئيسيًا، لكن هناك مجموعة كبيرة من العوامل الأخرى التي قد تكون متورطة.
عوامل متعددة للتوحد ومشاكل التشخيص
تشمل هذه العوامل مضاعفات الولادة، والتعرض للتلوث الهوائي وحتى الجنس – حيث يكون الذكور أكثر عرضة للتشخيص بالتوحد بأربعة أضعاف (على الرغم من أن الأبحاث أشارت إلى أنه يمكن أن يكون غير مشخص بشكل كبير لدى الإناث)، وهذه الحقيقة، إلى جانب الاختلافات في الأعراض التي يظهرها الأشخاص المصابون بالتوحد، يجعل الحصول على تشخيص دقيق أمراً صعبًا، وشبه مستحيل في الأطفال الصغار جدًا.
الأساليب الحالية لتشخيص التوحد
حاليًا يعتمد التشخيص على التقييمات السلوكية والفحوصات التنموية، وهذه الطرق يمكن أن تكون ذاتية وتستغرق وقتًا طويلاً وتعتمد على توافر متخصصين مدربين، ووفقًا لبيانات من جامعة دريكسل، على سبيل المثال، فإن متوسط عمر التشخيص في الولايات المتحدة هو خمس سنوات، ويعني هذا الوقت الطويل أن الأطفال قد يخسرون فرصة الحصول على الرعاية والدعم الحيويين خلال فترة النمو المبكرة .
نشرت الدراسة في مجلة "Nature Microbiology"، وحللت عينات براز من 1,627 طفلًا تتراوح أعمارهم بين سنة و13 سنة، بعضهم كانوا مصابين بالتوحد، ووجد الفريق أن ميكروبات الأمعاء تختلف بشكل كبير بين الأطفال المصابين بالتوحد وأولئك غير المصابين.
تحديد الميكروبات المتغيرة
حدد العلماء 51 نوعًا من البكتيريا، و18 فيروسًا، و14 من العتائق، وسبعة أنواع من الفطريات، و 12 من المسارات الأيضية التي كانت متغيرة لدى الأطفال المصابين بالتوحد، وباستخدام خوارزمية الذكاء الاصطناعي، تمكن العلماء من تحديد الأطفال المصابين بالتوحد بدقة تصل إلى 82 في المائة بناءً على 31 ميكروبًا ووظائف بيولوجية في الجهاز الهضمي.
الأمل في اختبار غير جراحي للتوحد
يوضح نج: "حددنا أن الأمر لا يتعلق فقط بالبكتيريا، بل بالنظام البيئي بالكامل في الميكروبيوم المعوي." وأضاف: "بشكل عام، يوفر الأمل في أننا قد نحصل على اختبار براز غير جراحي للمساعدة في تسهيل اكتشاف التوحد."
اختبار بسيط ومتاح قريبًا للتوحد
يمكن أن يكون الاختبار البسيط متاحًا بحلول نهاية العام، حيث يقوم الوالدين بجمع العينة في زجاجة وإرسالها إلى مختبر، ومن هناك، يمكن أن تكون النتائج متاحة في غضون أسبوع .
مجلة Nature