أشارت الأبحاث إلى أن الأشخاص ذوي الذكاء العالي يكونون أكثر سعادة من غيرهم، وجاء هذا الاكتشاف متناقضا مع فكرة شائعة مفادها أن الذكاء الفطري يجعل الأشخاص أكثر عرضة للتعاسة.
دراسة العلاقة بين ذكاء الشخص و سعادته
تقول الدكتورة أنجيلا هاسيوتيس، التي قادت هذه الدراسة:
"وجدنا أن الذكاء مرتبط بالسعادة المُبلّغ عنها ذاتيا، حيث كانت مستويات السعادة أدنى في مجموعات الذكاء الأدنى وأعلى في مجموعات الذكاء الأعلى، وهذا أمر بالغ الأهمية عند النظر في المناقشات السياسية الحالية حول السعادة."
تم تحليل بيانات من حوالي 7,000 شخص في هذه الدراسة، وأظهرت النتائج أن الأشخاص ذوي أدنى مستوى ذكاء (70 - 99) كانوا الأقل سعادة مقارنةً بأولئك ذوي أعلى مستويات الذكاء (120 - 129).
عوامل أخرى تؤثر على سعادة الشخص
ولكن الأمر لم يكن مجرد قضية ذكاء، كما شرحت الدكتورة هاسيوتيس:
"عند النظر في البيانات، رأينا أن الأشخاص ذوي الذكاء الأدنى كانوا أقل عرضة للسعادة بسبب مستويات أعلى من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي مثل انخفاض الدخل، وهم أيضًا أقل احتمالية للسعادة لأنهم يحتاجون إلى مزيد من المساعدة في مهارات الحياة اليومية، ولديهم صحة أسوأ ويبلّغون عن المزيد من أعراض الصحة النفسية."
استراتيجيات لتحسين الذكاء والرفاهية
وقالت الدكتورة هاسيوتيس أن التدخلات يجب أن تركز على زيادة مستويات الذكاء في سن مبكرة، وأضافت: "هناك أيضًا بعض الأدلة على أن الاستراتيجيات المكثفة طويلة الأمد الموجهة إلى الأطفال الصغار من الخلفيات المحرومة اجتماعيا يمكن أن تؤثر إيجابيًا ليس فقط على الذكاء ولكن أيضا على الرفاهية وفرص الحياة، ومن المرجح أن تكون مثل هذه التدخلات مكلفة، لكن التكاليف الأولية قد تعوض عنها المنافع المستقبلية مثل الاعتماد الأقل على إعانات الدولة وتحسين الصحة النفسية والبدنية."
مجلة Psychological Medicine