كشف الباحثون في دراسة مثيرة للاهتمام تشبه قصة بوليسية نباتية عن سر قديم مخبأ داخل خشب بعض من أكثر الأشجار المحبوبة في العالم، لقد اكتشف العلماء من جامعة Jagiellonian والجامعة الوطنية البريطانية نوعا جديدا تماما من الخشب في أشجار الزنبق "أو التوليب"، وهو اكتشاف قد يغير فهمنا لتطور النباتات وربما يساعد كثيرا في جهودنا لمكافحة تغير المناخ .
استكشاف البنية المجهرية للخشب في شجرة الزنبق
تهدف الدراسة، التي نُشرت في مجلة New Phytologist، إلى استكشاف البنية المجهرية للخشب في مختلف أنواع الأشجار، ولكن ما وجدوه في شجرة الزنبق (Liriodendron tulipifera) وقريبتها الصينية (Liriodendron chinense) كان حقًا غير متوقع - هيكل خشبي يتحدى التصنيفات التقليدية.
الهيكل الفريد لخشب شجرة الزنبق
يكمن المفتاح في هذا الاكتشاف في هياكل دقيقة تسمى الألياف الدقيقة "macrofibrils" - وهي ألياف طويلة متراصة في طبقات داخل الجدار الخلوي الثانوي للخشب، وفي أشجار الزنبق، تكون هذه الألياف الدقيقة أكبر بكثير من تلك الموجودة في أقاربها الخشبية الصلبة، وقد يُفسر هذا البناء الفريد، الذي أطلق عليه الباحثون اسم "midwood" أو "accumulator-wood"، القدرة الملحوظة لشجرة الزنبق على التقاط وتخزين الكربون.
أهمية اكتشاف النوع الجديد من الخشب
يفتح هذا الاكتشاف إمكانات مثيرة للحد من تغير المناخ، فأشجار الزنبق معروفة بنموها السريع وقدرتها الفعالة على امتصاص الكربون، والآن، مع فهم أفضل لهيكل الخشب الفريد لديها، هناك إمكانية لتسخير هذه الأشجار في مبادرات التقاط الكربون واسعة النطاق، وقد تكون أشجار الزنبق مفيدة في مزارع التقاط الكربون، والبلدان الشرق آسيوية بالفعل تستخدم مزارع Liriodendron لالتقاط الكربون بفعالية، والآن نعتقد أن هذا قد يكون مرتبطًا ببنيتها الخشبية الجديدة.
وأكد الباحثون أن "أشجار التوليب قد تكون مفيدة في مزارع احتجاز الكربون، حيث تستخدم بعض دول شرق آسيا بالفعل مزارع الليريوديندرون لحبس الكربون بكفاءة، ونعتقد الآن أن هذا قد يكون مرتبطا ببنيتها الخشبية الجديدة".
هذا وتتجاوز نتائج الدراسة أشجار التوليب، ففي مسحهم لـ 33 نوعا من الأشجار من حديقة جامعة كامبريدج النباتية، وجد الباحثون أيضا أن بعض عاريات البذور في عائلة الجنيتوفيت تطورت بشكل مستقل إلى بنية تشبه الخشب الصلب والتي تُرى عادةً فقط في كاسيات البذور، ويضيف هذا التطور المتقارب طبقة أخرى من التعقيد إلى فهمنا لتكيف النباتات.
مجلة New Phytologist