نتلقى الكثير من الرسائل التي تؤكد على أهمية فقدان الوزن في كل مكان: على لوحات الإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي، في التجمعات العائلية، وفي عيادات الأطباء، ومن المعروف على نطاق واسع أن السمنة ترتبط بمخاطر صحية، بما في ذلك مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، النوبات القلبية، وبعض أنواع السرطان، وهذه قائمة مخيفة، فمن لا يرغب في فقدان بضعة كيلوغرامات لتقليل هذه المخاطر؟
لكن القصة ليست بهذه البساطة، فالأفكار الشائعة حول فقدان الوزن غالبا ما تكون غير مبنية على العلم ويمكن أن تضر بصحتك بشكل فعال، والآن سنقدم لك بعض من أكثر الأساطير شيوعا حول فقدان الوزن التي قد تعيق تقدمك، مع بعض النصائح لتحسين صحتك بشكل مستدام مع الحفاظ على موقف صحي تجاه الوزن والطعام.
ولاكتشاف بعض الخرافات والحقائق حول فقدان الوزن، تم سؤال الخبيرين التالية أسماؤهم:
الدكتورة كاري وودروف، أخصائية تغذية، وأستاذة في كلية الصحة بجامعة يوتا هيلث
الدكتورة جوليا فرانكلين، أستاذة في الصحة وعلم الحركة في كلية الصحة بجامعة يوتا هيلث
الخرافة الأولى: الطريقة الوحيدة لتحسين الصحة هي فقدان الوزن
الحقيقة: "الأنحف لا يعني بالضرورة أنه أكثر صحة"، تقول فرانكلين، فالصحة البدنية الأفضل ليست دائما مرئية - فهي يمكن أن تعني انخفاض ضغط الدم، وتحكم أفضل في مستوى السكر في الدم، وزيادة الطاقة للمهام اليومية، وتحسين عام في جودة الحياة، ولذلك، فإن التفكير فيما هو أبعد من الرقم على الميزان إلى الأنشطة والسلوكيات التي ترغب في إضافتها إلى روتينك يمكن أن يساعد في تعزيز الصحة النفسية والجسدية، وذلك بالتأكد من الحصول على الحياة الصحية، النشطة، والمليئة بالإنجازات.
الخرافة الثانية: يمكن لأي شخص أن يفقد الوزن إذا حاول بجدية كافية
الحقيقة: الوزن ليس مجرد معادلة "السعرات الحرارية الداخلة والخارجة" - فهو أيضا يتأثر بالعديد من العوامل البيئية والاجتماعية والوراثية التي تكون خارج نطاق السيطرة الفردية، وحتى بعض العوامل مثل تلوث الهواء وتاريخ الأسرة في عدم الأمان الغذائي يمكن أن تؤثر على كيفية استقلاب أجسامنا للطعام، ولكن فقدان الوزن والحفاظ عليه هو الاستثناء، وليس القاعدة، لكن يمكن للجميع اتخاذ خيارات صحية جيدة لتحسين رفاههم والشعور بالصحة.
الخرافة الثالثة: الحميات الغذائية هي أفضل طريقة لفقدان الوزن
الحقيقة: الحميات الغذائية الشهيرة، مثل حمية عصير الكرفس وغيرها من عمليات التخلص والتطهير، تأتي مع مخاطر صحية جدية وغير مجدية بشكل عام على المدى البعيد، ويمكن أن تؤدي الحميات الغذائية التي تقيّد السعرات الحرارية بشكل مفرط إلى نقص في العناصر الغذائية، وضعف صحة العظام، وانخفاض الطاقة للنشاط البدني الصحي، وأغلب الأشخاص الذين يفقدون الوزن بسرعة ينتهي بهم الأمر باستعادته بسرعة، مما قد يؤدي إلى دورة غير صحية من زيادة الوزن السريعة وفقدانه.
بدلاً من الحميات الغذائية غير الخاضعة للإشراف، تشجع وودروف أي شخص يريد فقدان الوزن على التحدث إلى أخصائي تغذية مسجل حول وضع نهج لإدارة الوزن بناءً على الأدلة.
الخرافة الرابعة: يمكنك إحراج نفسك أو الآخرين لفقدان الوزن
الحقيقة: الإحراج بشأن الوزن غير مجد ويؤدي إلى ضرر جسدي، وتقول وودروف: "وصمة الوزن هي الرسالة التي تقول إن وزن الجسم لشخص ما غير مقبول، وأنهم بحاجة إلى أن يكونوا أصغر لكي يكونوا أكثر صحة"، إن التعرض لوصمة الوزن - بغض النظر عن وزن الشخص الفعلي - تسبب ضغطا مزمنا وترتبط بأسوأ تنظيم للسكر في الدم، والتهاب، وقضايا استقلابية، وسلوكيات غير صحية مثل تجنب التمرين.
الخرافة الخامسة: التحسن في الصحة يتطلب الألم
الحقيقة: التغييرات السلوكية الصحية هي التي يمكنك الحفاظ عليها على المدى الطويل، وهذا يعني أنها تعمل بشكل أفضل عندما تكون ممتعة، فبدلاً من اختيار نظام تمرين بناءً على ما سيحرق أكبر عدد من السعرات الحرارية، من الأهم أن تحرك جسمك بطرق تجعلك تشعر بالرضا، مثل الرقص أو ركوب الدراجة مع أطفالك.
وبالمثل، بدلاً من محاولة إزالة الأطعمة "السيئة" (واللذيذة) من نظامك الغذائي، توصي فرانكلين وودروف بتناول المزيد من الأطعمة التي يمكن أن تدعم أهدافك الصحية، مثل الفواكه والخضروات، مع الاستمرار في الاستمتاع بالأطعمة الأخرى باعتدال، "ماذا يمكنني أن أفعل في يومي ليجلب لي السعادة؟" توصي فرانكلين بسؤال نفسك. "اعترف أن الطعام والنشاط البدني هما جزء من ذلك."
موقع News Wise