مرض الكبد الدهني غير الكحولي هو السبب الأكثر شيوعاً لأمراض الكبد في العالم، ويقدر أنه يصيب ما يصل إلى ربع البالغين في العالم، ويتميز هذا المرض بتراكم الدهون الزائدة في الكبد، وعادة ما يحدث عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو ارتفاع نسبة السكر في الدم أو مستويات غير طبيعية من الكوليسترول أو الدهون الثلاثية أو ارتفاع ضغط الدم.
مرض الكبد الدهني غير الكحولي NASH
وغالباً ما تعمل هذه الاضطرابات معاً وتسمى كمجموعة "متلازمة التمثيل الغذائي"، ويعتبر الجزء "غير الكحولي" من "مرض الكبد الدهني غير الكحولي" مهماً، لتمييزه عن أمراض الكبد المرتبطة بالكحول، والتي يمكن أن تسبب أيضاً دهون الكبد الزائدة.
كيف يمكن للدهون أن تلحق الضرر بالكبد؟
في بعض الأشخاص، تتراكم الدهون الزائدة في الكبد ولكنها قد لا تسبب أي تلف للكبد، ومع ذلك، وفي حوالي واحد من كل 20 شخصاً، تؤدي الدهون الزائدة في الكبد إلى التهاب الكبد المزمن، وتسمى هذه الحالة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي أن NASH.
كما هو الحال مع أمراض الكبد الأخرى، مثل التهاب الكبد الفيروسي أو أمراض الكبد المرتبطة بالكحول، يمكن أن يتسبب الالتهاب المزمن في تلف دائم، مما يؤدي إلى تندب الكبد المعروف باسم التليف، ويسمى التليف الشديد بتشمع الكبد بغض النظر عن السبب، والأشخاص المصابون بتليف الكبد معرضون لخطر الإصابة بفشل الكبد وسرطان الكبد، وقد يحتاجون إلى زراعة الكبد.
- تشخيص مرض الكبد الدهني:
مفتاح الوقاية من مضاعفات التهاب الكبد الدهني غير الكحولي هو اكتشافه مبكراً وعلاجه قبل تعرض الكبد لأضرار جسيمة، ولكن التشخيص المبكر صعب، ففي العادة، لا يعاني الناس من أعراض مرض الكبد، وإذا تم تشخيصك بأي من مكونات متلازمة التمثيل الغذائي، يجب أن تتحدث مع طبيبك حول خطر إصابتك بـ NASH.
الطريقة الأكثر دقة لتشخيص التهاب الكبد الدهني غير الكحولي هي أخذ عينة من الكبد، ولكن يمكن استخدام اختبارات الدم واختبارات التصوير لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر منخفض للإصابة بـ NASH لتجنب خزعات الكبد غير الضرورية، ويُعد التصوير المرن للكبد اختباراً مفيداً وغير جراحي لبعض الأشخاص، وهو نوع خاص من الموجات فوق الصوتية التي تقدر مقدار الندبات الموجودة في الكبد.
- فقدان الوزن هو مفتاح الوقاية من مضاعفات الكبد الدهني:
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، فإن أفضل علاج لـ NASH هو إنقاص الوزن، حيث أظهرت دراسة بارزة أن فقدان 10٪ من وزن الجسم يمكن أن يقلل الدهون في الكبد، ويقضي على الالتهاب، ويحتمل أن يحسن الندوب، وفي الآونة الأخيرة، في تحليل تلوي "شامل" نُشر في مجلة جاما JAMA الطبية.
قام الباحثون بدمج بيانات من 22 دراسة تم فيها اختيار المرضى عشوائياً للتدخل إما بفقدان الوزن أو كمجموعة تحكم حيث لا يوجد أي تدخل لإنقاص الوزن، لإلقاء نظرة أكثر شمولاً في تأثير فقدان الوزن على مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
علاج مرض الكبد الدهني غير الكحولي:
أكد هذا التحليل التلوي ودراسات أخرى أن فقدان الوزن عن طريق البرامج السلوكية أو الأدوية أو جراحة إنقاص الوزن يمكن أن يعالج مرض التهاب الكبد الدهني غير الكحولي بنجاح، وأن النظام الغذائي والتمارين الرياضية هما خط العلاج الأول، ولذلك يوصى بممارسة نشاط للقلب لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً.
وعلى الرغم من عدم تحديد النظام الغذائي الأفضل، إلا أن تلك الحميات التي تركز على الخضروات والأطعمة الكاملة، مثل حمية البحر الأبيض المتوسط، تعد خيارات جيدة، وبغض النظر عن الخطة المحددة، يجب أن تكون التغييرات في نمط الحياة مستدامة، ومن الأفضل عادةً إنقاص الوزن ببطء.
المصدر: مجلة JAMA