كشفت دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة ييل عن اتجاه مقلق: على الرغم من الجهود الوطنية للسيطرة على ضغط الدم، إلا أن عدد الأشخاص المسنين الذين يدخلون المستشفى بسبب ارتفاعات مفاجئة وشديدة في ضغط الدم قد تضاعف خلال العشرين عاما الماضية.
يبرز هذا الارتفاع في حالات الدخول إلى المستشفيات التحديات المستمرة في إدارة ارتفاع ضغط الدم، وهي حالة تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وغيرها من المشاكل الصحية الخطيرة.
كبار السن وارتفاع ضغط الدم
ركزت الدراسة على المستفيدين من برنامج "ميديكير" الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر، حيث حللت البيانات من عام 1999 إلى عام 2019 لمعرفة ما إذا كان هناك أي تقدم في تقليل حالات دخول المستشفيات بسبب ارتفاع ضغط الدم الحاد.
للأسف، أظهرت النتائج أن الوضع قد تفاقم، فقد زادت حالات الدخول إلى المستشفى بسبب هذه الارتفاعات الخطيرة في ضغط الدم—المعروفة باسم "طوارئ فرط الضغط"—بنسبة 5.6% سنويا على مدى العقدين الماضيين.
وكانت الزيادة أكثر وضوحا بين الأمريكيين من أصول إفريقية، حيث ارتفعت بنسبة 6% سنويا، كما كانت معدلات إدخال هذه الفئة إلى المستشفى أعلى بثلاثة أضعاف بين عامي 2017 و 2019 مقارنةً بالفئات الأخرى.
طوارئ فرط الضغط
تحدث طوارئ فرط الضغط عندما يرتفع ضغط الدم فجأة إلى مستويات عالية جدا، وعادةً ما تكون القراءات الانقباضية 130 ملم زئبق أو أكثر، أو القراءات الانبساطية 80 ملم زئبق أو أكثر، وفقًا للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم في الولايات المتحدة.
يمكن أن تؤدي هذه الارتفاعات الشديدة في ضغط الدم بسرعة إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وتلف الأعضاء الحيوية الأخرى إذا لم تُعالج على الفور.
أكدت المؤلفة الرئيسية للدراسة، يوان لو، وفريقها على أهمية معالجة هذه الزيادات المقلقة، وأشاروا إلى أنه رغم أن ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر معروف لأمراض القلب والأوعية الدموية، فإن الزيادة الحادة في حالات الدخول إلى المستشفيات بسبب فرط الضغط تشير إلى أن العديد من الناس إما غير مدركين لحالتهم، أو لا يديرونها بشكل صحيح، أو لا يتلقون الرعاية الطبية الكافية.
أحد الجوانب الأكثر لفتا للانتباه في الدراسة هو التفاوت الإقليمي في معدلات الإدخال إلى المستشفيات، كانت أعلى المعدلات موجودة في الجنوب، وهي منطقة معروفة تاريخيًا في الأدبيات الطبية باسم "حزام السكتة الدماغية" بسبب ارتفاع معدلات السكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية فيها.
يؤكد هذا الاكتشاف على الحاجة المستمرة إلى تدخلات صحية عامة موجهة في هذه المنطقة والمناطق المشابهة، حيث قد تساهم العوامل الاجتماعية الاقتصادية، والوصول المحدود إلى الرعاية الصحية، وأنماط الحياة غير الصحية في ارتفاع انتشار ضغط الدم غير المنضبط.
جامعة ييل