ثلاث علامات تشير إلى أنك تتنازل كثيرا في علاقتك العاطفية

معايير العلاقات العاطفية

أشارت إحدى المشاركات على موقع Reddit إلى تجربة خفض معايير  العلاقات العاطفية قائلة: "على المدى القصير، أشعر بعدم السعادة في العلاقة، وعلى المدى الطويل، أشعر بعدم السعادة مع نفسي."

معايير العلاقات العاطفية

تشير معايير العلاقات إلى التوقعات والقيم والمبادئ التي يتبناها الأفراد بشأن ما هو مقبول ومرغوب فيه في العلاقات العاطفية، وتشمل هذه المعايير جوانب عديدة من العلاقة، مثل الاحتياجات العاطفية والجسدية والنفسية، حيث توجه هذه المعايير كيفية تعامل الشريكين مع بعضهما البعض، وتحدد السلوكيات المقبولة، وما يتوقعه كل طرف من الآخر.

أهمية معايير العلاقات العاطفية

تساعد معايير العلاقات الأفراد على الحفاظ على حدود صحية وضمان احترام احتياجاتهم وقيمهم، لكن عندما يتم التنازل عن هذه المعايير أو خفضها، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بعدم الرضا، والضغينة، وربما خلق ديناميكيات غير صحية في العلاقة.

إليك ثلاث علامات قد تشير إلى أنك تتنازل عن معاييرك في علاقاتك العاطفية بشكل يفوق ما ينبغي.

1. تبرير السلوك المزعج لشريكك

رغم أن معايير العلاقات العاطفية تكون ذاتية وتختلف من شخص لآخر، إلا أن السبب الشائع لخفضها هو الرغبة في تلبية التوقعات داخل العلاقة، قد تكون توقعاتك في البداية عالية، لكن مع مرور الوقت قد تدرك أن الكمال غير واقعي، وأن التنازلات ضرورية.

ومع ذلك، من المهم عدم التنازل عن القيم الأساسية، لأن تدني احترام الذات يدفع البعض إلى خفض معاييرهم بشكل كبير، خشية أن يؤدي وضع معايير عالية إلى البقاء وحيدًا أو غير محبوب.

قد يقوم الشخص بتبرير تصرفات شريكه عن طريق:

التقليل من أهمية التصرفات السلبية: يتمثل ذلك في تخفيف أهمية السلوكيات السلبية للشريك، وإقناع النفس بأن الأمر ليس كبيرا أو أن الجميع لديهم عيوب، على سبيل المثال، قد يتم تجاهل المشاجرات المتكررة أو التعليقات غير المحترمة باعتبارها "تحديات عادية" في العلاقة، مع تجاهل التأثير العميق لهذه السلوكيات على السعادة واحترام الذات.

المسامحة: رغم أن المسامحة جزء أساسي من أي علاقة صحية، إلا أنها قد تصبح مشكلة عندما تُستخدم بشكل مفرط لتبرير مشاكل جدية دون معالجتها، فقد يسامح الفرد شريكه على سلوكيات مثل الكذب أو الإهمال العاطفي، على أمل أن تتحسن الأمور، ولكن بدون محاسبة الشريك أو وضع حدود واضحة، ومن المرجح أن تستمر هذه المشاكل.

التبرير: يتضمن ذلك إيجاد مبررات لسلوك الشريك السيئ، وعلى سبيل المثال، قد يبرر الشخص غضب شريكه المتكرر باعتباره نتيجة لضغوط العمل أو الصدمات السابقة، بدلاً من الاعتراف بأن هذا السلوك غير مقبول ويحتاج إلى معالجة، وهذا التبرير يمكن أن يؤدي إلى قبول سلوكيات تقوض أساس العلاقة.

كل من هذه الاستراتيجيات يسمح للأفراد بخفض معاييرهم بطريقة تجنبهم الصراع الفوري، لكنها في النهاية تؤدي إلى عدم الرضا والأذى على المدى الطويل.

2. الأمل في التغيير

إحدى الأخطاء الشائعة التي تدفع الناس إلى خفض معاييرهم في العلاقات هي الاعتقاد بأنهم قادرون على تغيير شريكهم، وقد يتجاهلون سلوكيات سلبية مثل عدم الاستقرار، أو عدم التوفر العاطفي، أو عدم الاحترام، أو انعدام الطموح، أو حتى عدم الصدق، ويقنعون أنفسهم بأن شريكهم سيتغير مع مرور الوقت ومع الحب والدعم الكافيين.

وبدلاً من قبول شريكهم على ما هو عليه في الحاضر، يركزون على إمكانياته ويستثمرون في من يأملون أن يصبح.

روت إحدى المشاركات على Reddit تجربتها قائلة: "واعدت الشخص الأول لمدة عام، ثم انفصلنا، واعدت الشخص الثاني لمدة عام، ثم انفصلنا، عدت إلى الشخص الأول، وكان لدينا علاقة متقطعة على مدار ثلاث سنوات، يمكنني القول بأنني خفضت معاييري في كل مرة عدت إليه، ولم يكن الأمر يستحق، لقد كنت آمل أن يتغير واعتقدت أنني أستطيع تغييره، لكنه لم يفعل أي شيء لمساعدة نفسه—لذلك تركته للأبد."

الأشخاص الذين يتبنون عقلية التحسين التدريجي يكونون عادةً أكثر تفاؤلاً ودعماً في العلاقات لأنهم يعتقدون أنه مع الجهد، يمكن لشريكهم تغيير سلوكياته السلبية، ولكن هذه العقلية قد تؤدي أيضًا إلى توقعات غير واقعية، مما يسبب الإحباط وانعدام الثقة عندما يفشل الشريك في تحقيق التغييرات الموعودة.

بدلاً من محاولة تغيير شريك لا يلبي احتياجاتك، من الأفضل العثور على شخص تقدره كما هو.

3. أنت الوحيد الذي يقدم التضحيات

إحدى العلامات الواضحة على أنك خفضت معاييرك هي عندما تكون الشخص الوحيد الذي يبذل الجهد ويقدم التضحيات، بينما يفشل شريكك باستمرار في تقديم ما يقابل ذلك، ويحدث هذا غالبا عندما يضحي الأفراد كثيرًا، متجاهلين احتياجاتهم الخاصة، على أمل أن يتم تقدير حبهم في النهاية.

التضحيات جزء أساسي من الحفاظ على علاقة صحية، حيث يضع كلا الشريكين أحيانا احتياجات الآخر في المقام الأول، لكن عندما يكون هناك شخص واحد فقط يضحي باستمرار دون مقابل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى استنزاف الصحة النفسية، مما يؤدي إلى الإرهاق العاطفي، والاستياء، وفقدان الهوية، والشعور بالفراغ وعدم التقدير، وتقول إحدى المشاركات: "لم أكن سعيدة، لكنني حاولت، لأنني أردت إعطاء العلاقة فرصة (وأخرى وأخرى وأخرى)، وفي النهاية، لم أعد أتعرف على نفسي."

بدلاً من الرضا بشريك يراك فقط كمصدر دعم مؤقت، من الضروري أن تعترف بقيمتك وتضع العناية بنفسك في المقام الأول، مع ضمان تلبية احتياجاتك، لأن ممارسة حب الذات تحررك من الحاجة إلى حب غير متبادل، وتمنحك القوة للبحث عن علاقة تقوم على الاحترام المتبادل والجهد المشترك.