اكتشف العلماء طريقة جديدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم باستخدام جهاز واعد يعتمد على تقنية الموجات فوق الصوتية، وقد يقدم الأمل للأشخاص الذين يجدون صعوبة في السيطرة على ضغط دمهم المرتفع.
يهدف هذا الجهاز الذي لا يزال في مرحلة التجريب، إلى تهدئة الأعصاب المفرطة النشاط في الكليتين، مما قد يساعد أولئك الذين يظل ضغط دمهم مرتفعا على الرغم من تغييرات نمط الحياة واستخدام الأدوية.
مخاطر ضغط الدم المرتفع
ارتفاع ضغط الدم هو حالة شائعة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، حيث يزيد من خطر الإصابة بفشل القلب، السكتات الدماغية، النوبات القلبية، والأضرار الدائمة للكليتين.
بالنسبة لحوالي ثلث الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، لا تكون العلاجات الحالية، مثل النظام الغذائي، التمارين الرياضية، والأدوية، كافية لخفض الأرقام إلى مستويات آمنة.
جهاز جديد لعلاج ارتفاع ضغط الدم
في هذا السياق، قد يكون الجهاز الجديد بالموجات فوق الصوتية حلاً ثوريا، حيث يشكل الجهاز جزءا من إجراء يُعرف بإزالة التوتر الكلوي بالموجات فوق الصوتية، الذي يستهدف الشريان الكلوي في الكليتين.
يمكن أن تسبب الأعصاب المفرطة النشاط في هذا الشريان احتباس الجسم للماء والصوديوم، مما يؤدي إلى زيادة ضغط الدم، ومن خلال تهدئة هذه الأعصاب، قد يساعد الجهاز في خفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين لم تنجح معهم العلاجات الأخرى.
اختبار الجهاز الجديد لعلاج ضغط الدم المرتفع
قامت دراسة حديثة، تحت إشراف أجاى كيرتان وفريقه في جامعة كولومبيا، بفحص فعالية هذا الجهاز، وجمعت الدراسة بيانات من ثلاث دراسات مختلفة شملت أكثر من 500 شخص بالغ في منتصف العمر يعانون من درجات متفاوتة من ارتفاع ضغط الدم، بعض هؤلاء المرضى كانوا يتناولون أدوية لحالتهم، بينما لم يكن البعض الآخر يتناولها.
كانت النتائج واعدة، فقد شهد المرضى الذين خضعوا للإجراء باستخدام الموجات فوق الصوتية انخفاضًا في ضغط دمهم النهاري بمعدل 8.5 نقطة، قد لا يبدو هذا انخفاضًا كبيرًا، لكنه يمثل تحسنًا ملحوظًا يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على الصحة العامة.
من المهم أن المرضى الذين تلقوا العلاج بالموجات فوق الصوتية كانوا أكثر عرضة مرتين للوصول إلى ضغط دمهم المستهدف مقارنة بأولئك الذين تلقوا علاجا زائفا، وهو إجراء وهمي يستخدم لأغراض المقارنة، وكانت هذه التحسينات ملحوظة بعد شهر واحد فقط من العلاج.
وعلى الرغم من أن الجهاز لم يُعتمد بعد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للاستخدام العام، إلا أنه يتم حاليًا اختباره في تجارب سريرية، ولكن إذا ثبت أنه آمن وفعال، فقد يصبح العلاج أداة قيمة للأطباء والمرضى، والهدف هو أن يُستخدم هذا الجهاز جنبًا إلى جنب مع العلاجات الأخرى، مثل الأدوية وتغييرات نمط الحياة، بدلاً من أن يكون بديلاً عنها.
موقع Knowridge