يرتبط التعرض للطقس البارد بزيادة خطر النوبات القلبية ، وفقا لدراسة نشرت يوم أمس 1 أيلول في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب وعُرضت في مؤتمر جمعية القلب الأوروبية (ESC 2024)، وتبرز هذه النتائج الحاجة إلى فهم تأثيرات الاحترار العالمي على الطقس البارد في مناطق معينة والمخاطر القلبية المرتبطة بالبرد.
تأثير الطقس البارد على صحة القلب
قالت الدكتور وينلي ني، المؤلفة الرئيسية للدراسة وباحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد: "تكشف هذه الدراسة الوطنية أن التعرض القصير الأمد لدرجات الحرارة المنخفضة والموجات الباردة يرتبط بزيادة خطر دخول المستشفى بسبب احتشاء عضلة القلب (MI) بعد 2 إلى 6 أيام، مما يشير إلى أن الأفراد قد يكونون عرضة بشكل خاص للأحداث القلبية الحادة خلال فترات البرودة الشديدة".
وأضاف هارلان كرامهولتز، رئيس تحرير مجلة JACC: "تظهر الدراسة علاقة هامة بين التعرض للطقس البارد وخطر النوبات القلبية، مع تسليط الضوء على التأثير المتأخر الذي يصل إلى ذروته بعد أيام من موجة البرد".
"تؤكد هذه النتائج أيضا الحاجة الملحة للتدخلات المستهدفة لحماية الفئات الضعيفة خلال وبعد فترات الضغط البارد"، حسبما أضاف كرامهولتز.
النوبات القلبية
تحدث النوبات القلبية، أو احتشاء عضلة القلب، عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من القلب، عادة بسبب جلطة دموية، ويمنع هذا الانسداد وصول الأكسجين إلى عضلة القلب، مما يتسبب في تلف أو موت تلك العضلة.
دراسة تأثير الطقس البارد على صحة القلب
كشفت الدراسات السابقة أن درجات الحرارة المنخفضة لها تأثيرات أكبر على القلب مقارنة بالحرارة العالية على مستوى العالم، ونظرا لنقص البيانات من المناطق الباردة ذات الظروف الجوية القاسية، استندت الدراسة إلى السويد، وهي منطقة معروفة بمناخها البارد حيث تكون الموجات الباردة شائعة.
من خلال متابعة 120,380 فردا من سجل SWEDEHEART، فحص الباحثون كيف يؤثر التعرض القصير الأمد لدرجات الحرارة المنخفضة والموجات الباردة على خطر دخول المستشفى بسبب النوبات القلبية خلال موسم البرد في السويد (من شهر تشرين الأول وحتى شهر آذار) بين عامي 2005 و 2019.
عرف الباحثون الموجات الباردة بأنها فترة لا تقل عن يومين متتاليين حيث كانت درجة الحرارة اليومية المتوسطة أقل من النسبة المئوية العاشرة لدرجات الحرارة المسجلة خلال فترة الدراسة.
أظهرت النتائج أن التعرض لدرجات الحرارة المنخفضة ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية، بما في ذلك النوبات القلبية غير ST-Elevation (NSTEMI) والنوبات القلبية ST-Elevation (STEMI)، بعد يومين إلى ستة أيام، كما ارتبط التعرض للموجات الباردة بعد يومين إلى ستة أيام بنفس المخاطر المتزايدة.
التأثيرات القلبية المتأخرة للتعرض للبرد
ووجد الباحثون أيضا أن التعرض من اليوم صفر إلى اليوم الأول قلل من خطر دخول المستشفى بسبب النوبات القلبية، وقالوا أن هذا التأثير الوقائي المؤقت قد يكون ناتجا عن التعديلات السلوكية خلال الطقس البارد، مثل البقاء في الداخل لتقليل التعرض أو تأخير الرعاية الصحية بسبب اضطرابات الخدمة، ومع ذلك، فإن هذه السلوكيات غير مستدامة وقد تفسر التأخير في دخول المستشفى إلى يومين إلى ستة أيام لاحقًا.
وقالت ني: "قد يشير هذا النمط الزمني إلى بداية متأخرة لتأثيرات البرد على خطر النوبات القلبية، مما يتماشى مع الأبحاث السابقة التي تسلط الضوء على التأثيرات القلبية المتأخرة للتعرض للبرد، إن فهم هذه الفجوة الزمنية بين التعرض للبرد وخطر النوبات القلبية قد يكون مهما لتصميم وتنفيذ تدخلات وقائية مستهدفة."
كلمات مفتاحية: ، ، ، ، ، ، .
العناوين البديلة:
النوبات القلبية والموجات الباردة: دراسة جديدة تسلط الضوء على المخاطر
وصف الميتا: