تعتبر العلاقات العاطفية جزءا أساسيا من حياة الإنسان، وقد تتأثر هذه العلاقات بعدة عوامل، من بينها الذكاء، وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة أوكلاند في نيوزيلندا أن الرجال الأذكياء قد يكونون شركاء رومانسيين أفضل من الرجال الأقوياء بدنيا.
تأثير الذكاء على العلاقات العاطفية
شملت الدراسة 202 رجل في علاقات رومانسية جدّية استمرت لمدة ستة أشهر على الأقل،ووجدت أن الذكاء الحاد يرتبط بتحقيق نتائج إيجابية في العلاقات. يميل الرجال الأذكياء إلى أن يكونوا أقل عرضة للإساءة إلى شركائهم، مما يساهم في استقرار العلاقة ونجاحها.
خضع المشاركون لمجموعة من المهام التي تقيس قدراتهم على حل المشكلات والمنطق، تلت هذه المهام استبيانات لقياس جوانب مختلفة من علاقاتهم، مثل تكرار السلوكيات السلبية ومدى رضاهم واستثمارهم في العلاقة.
السلوكيات الإيجابية والسلبية
أظهرت النتائج أن الذكاء العام كان مرتبطا بشكل كبير بالسلوكيات الإيجابية، مثل القدرة على دعم الشريك وحل النزاعات بفعالية، على العكس من ذلك أظهر الرجال ذوو الذكاء المنخفض ميلاً أكبر للسلوكيات المسيئة، مثل الإهانة والتحكم، مما يزيد من خطر حدوث مشكلات في العلاقة.
العلاقة بين الذكاء والصحة العاطفية
أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في هذه الدراسة هو أن الرجال الأكثر ذكاءً كانوا أقل عرضة للإصابة بضعف الانتصاب، تعود هذه الحالة إلى العوامل النفسية المرتبطة بالذكاء، مثل التحكم في الانفعالات والتركيز، مما يعكس أهمية الذكاء في الحياة العاطفية.
نتائج إيجابية مرتبطة بالذكاء
تشير البيانات إلى أن المستويات الأعلى من الذكاء ترتبط بمجموعة من النتائج الإيجابية، بما في ذلك ارتفاع متوسط الدخل وزيادة متوسط العمر المتوقع، كما تسلط الدراسة الضوء على أهمية المهارات المعرفية مثل حل المشكلات في تعزيز العلاقات.
أكد الباحثون على الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم كيفية تأثير الذكاء على نتائج العلاقات بشكل أفضل. كما يشيرون إلى أن تطوير المهارات المعرفية يمكن أن يساهم في تحسين جودة العلاقات الرومانسي.
تُبرز هذه الدراسة أهمية الذكاء كعامل محوري في نجاح العلاقات، ما يدعو لإعادة التفكير في المفاهيم التقليدية حول الشركاء الرومانسيين. من المهم إدراك أن الذكاء ليس مجرد صفة فردية، بل هو عامل يؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة العاطفية والشخصية.