هل عاش الفهد الثلجي في البرتغال؟
كشف فريق دولي من العلماء عن أحافير جديدة للفهد الثلجي (Panthera uncia) في البرتغال، مما يغيّر التصورات التقليدية حول موائل هذا النوع. الدراسة التي نُشرت في مجلة Science Advances، سلطت الضوء على الانتشار الجغرافي للفهد الثلجي من موطنه الأصلي في هضبة التبت إلى أماكن بعيدة مثل شبه الجزيرة الأيبيرية.
اكتشاف أحافير غير متوقعة
قاد البحث كل من كيغاو جيانغزو من جامعة بكين وجوان مادوريل مالابيرا من جامعة برشلونة المستقلة، وتم تحديد خمس عينات من أحافير الفهد الثلجي لأول مرة، بما في ذلك أحافير من الصين، وفرنسا، والبرتغال، يعود تاريخها إلى مليون عام.
جمجمة "فهد ألجار دا مانغا لارغا"
أبرز الاكتشافات كانت جمجمة محفوظة جيدا عُثر عليها في البرتغال، وتحديدا في منطقة "بورتو دي موس"، هذا الهيكل الأحفوري، المعروف باسم "فهد ألجار دا مانغا لارغا"، أثبت انتماءه إلى سلالة الفهد الثلجي، وهو اكتشاف فريد من نوعه في أوروبا الغربية.
خصائص تطورية مميزة
أظهرت الدراسة اختلافات واضحة بين جماجم الفهود العادية والفهود الثلجية، حيث تتمتع الأخيرة بأسنان أكبر، وجمجمة مقببة، وفكوك وأقدام أقوى، هذه الخصائص تطورت لتتكيف مع بيئات جبلية قاسية وصيد فرائس قوية مثل الماعز الجبلي.
إلى جانب السمات الجسدية، طورت الفهود الثلجية:
رؤية ثنائية محسنة.
تركيبة سمعية متطورة.
أطراف قوية تتحمل القفزات الحادة.
ذيل طويل يساعد في التوازن.
الانتشار الجغرافي للفهود الثلجية
من التبت إلى أوروبا
مع اشتداد العصر الجليدي في أوراسيا منذ حوالي 900,000 عام، بدأت مساحات مفتوحة جديدة بالظهور، مما سمح بانتقال الفهود الثلجية إلى مناطق جديدة، مثل البرتغال. واستمرت هذه الفهود في العيش هناك حتى حوالي 40,000 عام مضت.
التحديات والآفاق المستقبلية
تشير الدراسة إلى أن العوامل التي تحدد توزيع الفهود الثلجية ليست بالضرورة الارتفاعات العالية أو الثلوج، بل التضاريس الصخرية المفتوحة والبرودة. هذا الاكتشاف يفتح آفاقا جديدة لفهم قدرة الفهود الثلجية على التكيف مع تغير المناخ الحالي، مما يعزز جهود الحفاظ عليها.
أهمية الاكتشاف
إعادة النظر في المفاهيم القديمة
أكد الباحثون أن هذه الأحافير تقدم رؤى جديدة حول تاريخ الفهود الثلجية، خاصة فيما يتعلق بموائلها المفضلة.
التأثير على جهود الحفظ
تُظهر النتائج أن الفهود الثلجية قد تكون قادرة على البقاء في بيئات جبلية مختلفة، مما يعطي أملا لمستقبلها في ظل تغير المناخ.
تطلعات البحث المستقبلي
يخطط الباحثون لدراسة علم الأعصاب والبيئة الخاصة بفهد "ألجار دا مانغا لارغا"، مما يوفر المزيد من المعلومات حول هذا المفترس الجبلي الأيقوني.
اكتشاف أحافير الفهد الثلجي في البرتغال يمثل نقطة تحول في فهمنا للتاريخ التطوري لهذا النوع، ويبرز أهمية الحفاظ على الموائل الطبيعية الملائمة للفهود الثلجية لضمان بقائها وسط التحديات البيئية المتزايدة.