تقلبات الكوليسترول: مؤشر جديد لخطر الإصابة بالخرف وضعف الإدراك لدى كبار السن

الكوليسترول والصحة العقلية

تقلبات الكوليسترول قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف

تشير دراسة جديدة إلى أن كبار السن الذين تتقلب مستويات الكوليسترول لديهم بشكل كبير من عام إلى آخر قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف وضعف صحة الدماغ.

وفقا للنتائج التي نُشرت في 29 يناير في مجلة "Neurology"، فإن الأشخاص الذين يعانون من أكبر  تقلبات في مستويات الكوليسترول لديهم زيادة بنسبة 60% في خطر الإصابة بالخرف، كما وجد الباحثون أن هؤلاء الأفراد لديهم زيادة بنسبة 23% في خطر الإصابة بضعف الإدراك المعتدل، وهو مرحلة مبكرة من شيخوخة الدماغ يمكن أن تؤدي إلى الخرف.

 تقلبات الكوليسترول كمؤشر حيوي جديد

قال الباحث الرئيسي زين زو، زميل بحثي في جامعة موناش في ملبورن بأستراليا، في بيان صحفي: "تشير هذه النتائج إلى أن تقلبات الكوليسترول، التي يتم قياسها سنويا، قد تكون مؤشرا حيويا جديدا لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالخرف، حيث توفر معلومات أكثر من مستويات الكوليسترول الفعلية التي يتم قياسها في نقطة زمنية واحدة."

الكوليسترول وصحة الدماغ: نتائج متضاربة

أشار الباحثون إلى أن ارتفاع مستويات الكوليسترول في منتصف العمر تم تحديده كعامل خطر للتراجع المعرفي والخرف في مراحل لاحقة من الحياة، ومع ذلك، فإن الأبحاث حول تأثير الكوليسترول على صحة الدماغ لدى كبار السن قد أسفرت عن نتائج متضاربة، فبينما أشارت بعض الدراسات إلى أن الكوليسترول لا يؤثر على الدماغ في الشيخوخة، وجدت دراسات أخرى أن انخفاض الكوليسترول قد يزيد بالفعل من خطر الإصابة بالخرف.

تفاصيل الدراسة

في هذه الدراسة، تتبع الباحثون صحة الدماغ لأكثر من 9800 شخص تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر، والذين بدأوا الدراسة دون أي إصابة بالخرف أو مشاكل في الذاكرة، تم قياس مستويات الكوليسترول لدى المشاركين في بداية الدراسة، ثم في ثلاث زيارات سنوية لاحقة. كما خضع المشاركون لاختبارات مهارات الذاكرة سنويًا. بعد الزيارة الثالثة، تم متابعة المشاركين لمدة متوسطها أكثر من خمس سنوات. خلال الدراسة، أصيب 509 أشخاص بالخرف.

 نتائج مفصلة

أظهرت النتائج أنه من بين الأشخاص الذين لديهم أكبر تغير في مستويات الكوليسترول خلال أربع سنوات، أصيب 147 من أصل 2408 بالخرف، بمعدل 11.3 لكل 1000 شخص-سنة، أما بين أولئك الذين لديهم أقل تغير في مستويات الكوليسترول، فقد أصيب 98 من أصل 2437 بالخرف، بمعدل 7.1 لكل 1000 شخص-سنة. يعكس مصطلح "شخص-سنة" عدد الأشخاص في الدراسة والمدة التي يقضيها كل شخص فيها.

 ارتباط تقلبات الكوليسترول بأنواع محددة

وجد الباحثون أن خطر الإصابة بالخرف وضعف الإدراك المعتدل كان مرتبطا بشكل خاص بتقلبات مستويات الكوليسترول الكلي ومستويات الكوليسترول الضار (LDL)، ولم يجدوا أي ارتباط بين صحة الدماغ وتقلبات الكوليسترول الجيد (HDL) أو الدهون الثلاثية.

أشار الباحثون أيضا إلى أن الدراسة لم تستطع إثبات وجود علاقة سببية مباشرة بين تغيرات الكوليسترول والخرف، بل أظهرت فقط وجود ارتباط بين الاثنين.

 توصيات للرعاية الصحية

قال زو: "يجب مراقبة تغيرات الكوليسترول لدى كبار السن بمرور الوقت للمساعدة في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بضعف الإدراك أو الخرف، والذين يمكن أن يستفيدوا من التدخلات، والتي قد تشمل تغييرات في نمط الحياة أو التأكد من بدء أو الاستمرار في تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول لمنع التقلبات في مستويات الكوليسترول وتقليل خطر الإصابة بالخرف."

 تفسيرات محتملة

توقع الباحثون أن تغيرات مستويات الكوليسترول قد تلحق الضرر بالدماغ عن طريق تغيير تكوين اللويحات الدهنية على جدران الشرايين، مما يزيد من خطر انسداد تدفق الدم إلى خلايا الدماغ أو التسبب في سكتة دماغية كاملة، كما خلص الفريق إلى أن هذه التقلبات في الكوليسترول قد تكون أيضا تأثيرا جانبيا لأمراض مزمنة أخرى، وهي السبب الحقيقي وراء التراجع المعرفي لدى الشخص.