دهون مخفية تهدد صحة القلب
في الأول من فبراير 2025، كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين لديهم نسبة أعلى من الدهون المخفية داخل وحول العضلات يواجهون خطرا متزايدا للوفاة أو دخول المستشفى بسبب أمراض القلب، هذا الخطر يظل قائما بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم (BMI)، مما يسلط الضوء على قصور مؤشر كتلة الجسم كمقياس وحيد لصحة القلب.
دهون العضلات وارتباطها بأمراض القلب
تقول فيفياني تاكيتي، مديرة مختبر الإجهاد القلبي في مستشفى بريغهام والنساء والمشاركة في الدراسة: "معرفة أن دهون العضلات تزيد من خطر أمراض القلب تمنحنا طريقة أخرى لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر مرتفع، بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم." وتضيف أن تأثيرات الدهون العضلية على الصحة لا تزال غير مفهومة جيدا، لكنها ارتبطت سابقا بمقاومة الأنسولين ومرض السكري من النوع الثاني.
قصور مؤشر كتلة الجسم في تقييم المخاطر
تشير الدراسة إلى أن مؤشر كتلة الجسم، الذي يُستخدم بشكل رئيسي لتحديد السمنة وعتبات التدخل الطبي، يظل مقياسا مثيرا للجدل وغير دقيق لتقييم مخاطر أمراض القلب. تقول تاكيتي: "هذا ينطبق بشكل خاص على النساء، حيث قد يعكس مؤشر كتلة الجسم المرتفع أنواعًا أقل خطورة من الدهون."
دهون العضلات: ما هي وكيف تؤثر على الصحة؟
تحتاج أجسامنا إلى بعض الدهون، بما في ذلك الدهون المدمجة بين ألياف العضلات الهيكلية، والمعروفة باسم الأنسجة الدهنية العضلية (IMAT). توجد هذه الدهون في معظم العضلات، لكن كميتها تختلف بين الأفراد وتميل إلى الزيادة مع التقدم في العمر، في بعض الأحيان، تتراكم كميات كبيرة من هذه الدهون بين العضلات الهيكلية، وهي حالة تُعرف باسم تسلل الدهون أو اعتلال العضلات الدهني.
تأثيرات دهون العضلات على الصحة
في دراسات سابقة، ارتبطت المستويات العالية من IMAT بمقاومة الأنسولين ومتلازمة التمثيل الغذائي، بالإضافة إلى فقدان القوة ومشاكل الحركة. ومع ذلك، لا يزال الكثير غير معروف عن كيفية تأثير هذه الدهون على صحة القلب والأوعية الدموية.
قام الباحثون بتحليل بيانات 669 مريضا يعانون من آلام في الصدر أو ضيق في التنفس ولكن دون وجود علامات على مرض الشريان التاجي الانسدادي، تم فحص قلوب المرضى باستخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET/CT)، بالإضافة إلى استخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT) لقياس توزيع الدهون والعضلات في الجسم.
وجدت الدراسة أن المرضى الذين لديهم مستويات مرتفعة من IMAT كانوا أكثر عرضة للإصابة بخلل في الأوعية الدموية الدقيقة للقلب (CMD)، كما واجهوا خطرا أعلى للوفاة أو دخول المستشفى بسبب أمراض القلب، كل زيادة بنسبة 1٪ في نسبة الدهون العضلية زادت من خطر CMD بنسبة 2٪، وخطر الإصابة بأحداث قلبية خطيرة بنسبة 7٪، بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم والعوامل الأخرى المعروفة.
توصيات للوقاية
تشير الدراسة إلى أن المرضى الذين يعانون من زيادة في IMAT مع وجود دليل على CMD يواجهون خطرا أكبر للوفاة والنوبات القلبية وفشل القلب، من ناحية أخرى، فإن المرضى الذين لديهم كتلة عضلية أكبر كانوا أقل عرضة للخطر، تقول تاكيتي: "مقارنة بالدهون تحت الجلد، فإن الدهون المخزنة في العضلات قد تساهم في الالتهابات واضطرابات التمثيل الغذائي للجلوكوز، مما يؤدي إلى مقاومة الأنسولين ومتلازمة التمثيل الغذائي. بدورها، يمكن أن تسبب هذه العوامل المزمنة تلفا في الأوعية الدموية، بما في تلك التي تغذي القلب، وعضلة القلب نفسها."
أهمية مراقبة توزيع الدهون في الجسم
تؤكد هذه الدراسة على أهمية النظر إلى ما هو أبعد من مؤشر كتلة الجسم عند تقييم مخاطر أمراض القلب، يمكن أن تكون دهون العضلات عامل خطر مهم يجب مراقبته، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض مثل آلام الصدر أو ضيق التنفس، تشير النتائج إلى أن تحسين تكوين الجسم، من خلال زيادة الكتلة العضلية وتقليل الدهون المخفية، قد يكون مفتاحا لتقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.