استخدام رماد بركان تال لإنشاء كتل بناء مقاومة للإشعاع النووي

كتل بناء مقاومة للإشعاع النووي

في دراسة حديثة تم استخدام الرماد البركاني الناتج عن ثوران بركان تال في الفلبين لإنشاء كتل بناء مقاومة للإشعاع النووي.

الفلبين: بين جمال الطبيعة وقوة البركان

تعد الفلبين أرضا جميلة ولكنها تواجه أيضا غضب الطبيعة، في عام 2020، أطلق بركان "تال" ثورانه المدمر، مما غطى مساحات شاسعة من الأرض بالرماد البركاني.د، في حين أن هذا الرماد كان يبدو في البداية بلا فائدة، فقد أظهرت دراسة جديدة أنه يمكن أن يكون له دور كبير في حماية المنشآت من الإشعاع النووي.

استخدام الرماد البركاني في بناء كتل مقاومة للإشعاع

الباحثون في جامعة أتينيو دي مانيلا وجامعة ناشيونال مول أوف آسيا في الفلبين قاموا باستخدام الرماد البركاني الناتج عن ثوران بركان تال لصناعة كتل من الملاط الجيو بوليمري، والتي يمكن استخدامها في بناء منشآت محمية من الإشعاع النووي، هذه التقنية قد تقدم بديلاً مستداما للمواد التقليدية المكلفة مثل الخرسانة والرصاص التي تُستخدم حاليا للحماية من الإشعاع.

رماد بركان تال: مصدر غير تقليدي للمواد المقاومة للإشعاع

تعتبر الفكرة لاستخدام الرماد البركاني فكرة مبتكرة جاءت بعد ثوران بركان "تال" في 2020، الذي كان قد أوقف نشاطه البركاني لمدة 43 عاما، بعد الثوران غطى الرماد البركاني مناطق كبيرة من جزيرة لوزون المأهولة بالسكان في الفلبين، وعلى عكس الرماد العادي الناتج عن حرق المواد العضوية، يحتوي الرماد البركاني على جزيئات دقيقة وحادة من الصخور والزجاج، مما يجعله مادة قاسية وخشنة وغير قابلة للذوبان.

خصائص مقاومة الإشعاع في الرماد البركاني

أظهرت الدراسات أن الملاط الجيو بوليمري المصنوع من الرماد البركاني من بركان تال يحتوي على معادن غنية بالحديد، مما يمنحه القدرة على حجب الإشعاعات النووية بشكل فعال، وأوضح الباحث فلويد ري. ب. بلاندو: "الحديد يحتوي على إلكترونات أكثر، ما يجعل تفاعله أقوى، كما أن الهيكل الكثيف للحديد يجعله أكثر كفاءة في حجب أشعة إكس وأشعة غاما."

أهمية هذه الدراسة في الحفاظ على البيئة

تعتبر هذه الدراسة تقدما كبيرا نحو إدارة النفايات الناتجة عن الكوارث البيئية، إذ توفر وسيلة لتحويل المخلفات البركانية إلى مواد يمكن أن تُستخدم في حماية المنشآت من الإشعاع، كما أن المواد البركانية في الفلبين متوفرة بكثرة، ما يجعل هذه الفكرة قابلة للتطوير على نطاق واسع.

الحاجة إلى بدائل مستدامة لحماية الإشعاع

تمثل المواد التقليدية المستخدمة في الحماية من الإشعاع مثل الخرسانة والرصاص تحديات بيئية واقتصادية، لذلك يعمل العلماء على إيجاد بدائل أكثر استدامة وفعالية، تشير الدراسة إلى أن استخدام الرماد البركاني كمادة مقاومة للإشعاع يمثل بديلاً واعدا وأكثر صداقة للبيئة.

توفر هذه الدراسة حلاً مبتكرا وبيئيا لإدارة النفايات البركانية وتحويلها إلى مواد مفيدة لحماية المنشآت من الإشعاع النووي، مما يفتح أفقا جديدا لاستخدام الموارد الطبيعية بطرق مستدامة.