ممارسة الرياضة تحسن صحة الدماغ وتقلل خطر الخرف والاكتئاب

النشاط البدني يحسن صحة الدماغ

ممارسة النشاط البدني تعزز صحة الدماغ والعقل

كشفت دراسة حديثة أن تحريك الجسم بانتظام يمكن أن يساعد في تحسين صحة الدماغ والصحة العقلية، ووفقا للباحثين فإن الأشخاص الذين يمارسون  التمارين الرياضية بشكل منتظم يتمتعون بصحة عقلية ودماغية أفضل، حيث من المقرر عرض نتائج الدراسة في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب، الذي سيعقد في أبريل المقبل في سان دييغو وعبر الإنترنت.

تقليل خطر الخرف والسكتة الدماغية واضطرابات النوم

أظهرت الدراسة أن ممارسة النشاط البدني المعتدل إلى القوي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بعدد من المشكلات الصحية، بما في ذلك الخرف، والسكتة الدماغية، والقلق، والاكتئاب، واضطرابات النوم.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور جيا-يي وو من جامعة فودان في شنغهاي في بيان صحفي:

 "تسلط هذه الدراسة الضوء على دور النشاط البدني والسلوكيات المستقرة كعوامل قابلة للتعديل قد تعزز صحة الدماغ وتقلل من معدل الإصابة بهذه الأمراض، من المشجع التفكير في أن تشجيع الناس على تبني هذه التغييرات في نمط الحياة يمكن أن يقلل من عبء هذه الأمراض في المستقبل."

تحليل بيانات 73,000 مشارك لقياس النشاط البدني

للوصول إلى هذه النتائج، قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 73,000 شخص من المملكة المتحدة، بمتوسط عمر 56 عاما، حيث ارتدى المشاركون أجهزة تتبع الحركة لمدة سبعة أيام متواصلة.

تمكنت هذه الأجهزة من قياس مستوى النشاط البدني، والطاقة المستهلكة، والوقت الذي يقضيه الأشخاص في الجلوس يوميًا. واعتمد الباحثون على هذه البيانات لحساب النشاط البدني لكل شخص باستخدام معيار مكافئ الأيض (METs)، وهو وحدة قياس لمقدار الطاقة التي يستهلكها الجسم أثناء النشاط البدني.

تأثير الأنشطة البدنية المختلفة على صحة الدماغ

أوضح الباحثون أن النشاط البدني المعتدل، مثل المشي أو تنظيف المنزل، يعادل حوالي 3 METs، بينما يمكن أن يصل حرق الطاقة أثناء التمارين الأكثر كثافة، مثل ركوب الدراجة، إلى 6 METs أو أكثر حسب السرعة.

وكشفت النتائج أن الأشخاص الذين مارسوا نشاطا بدنيا معتدلا إلى قوي كانوا أقل عرضة للإصابة بالمشكلات الصحية المرتبطة بالدماغ والصحة العقلية بنسبة تتراوح بين 14% و40%.

الجلوس لفترات طويلة يزيد من المخاطر الصحية

على الجانب الآخر، أوضحت النتائج أن قضاء المزيد من الوقت في الجلوس زاد من خطر الإصابة بهذه المشكلات الصحية بنسبة تتراوح بين 5% و54%.

أشار الدكتور وو إلى أن بعض الدراسات السابقة اعتمدت على استبيانات شخصية للإبلاغ عن مستويات النشاط البدني، مما قد يؤثر على دقة النتائج.

وأضاف:

 "مع العدد الكبير من المشاركين في دراستنا واستخدام أجهزة قياس تقدم بيانات دقيقة وموضوعية عن مستويات النشاط البدني، فإن هذه النتائج ستساعد في تقييم عوامل الخطر وتطوير استراتيجيات وقائية فعالة للحد من تطور هذه الأمراض."

يجدر بالذكر أن الأبحاث المقدمة في المؤتمرات الطبية تُعتبر أولية حتى يتم نشرها في مجلة علمية محكمة، لذا هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقق من صحة هذه النتائج واعتمادها في التوصيات الطبية المستقبلية.