كشفت دراسة حديثة أن العمل لأكثر من 52 ساعة أسبوعيا يلحق ضررا بالغا بوظائف الدماغ بما في ذلك ضعف الذاكرة والقدرة على حل المشكلات، بالإضافة إلى اضطرابات عاطفية خطيرة، وأظهرت النتائج أن الإرهاق الوظيفي المزمن يحدث تغييرات هيكلية في مناطق الدماغ المرتبطة بالتفكير والمهارات الاجتماعية والصحة النفسية.
ساعات العمل الطويلة تغير تركيب الدماغ
حيث أجرى باحثون من جامعة يونسي في كوريا الجنوبية تحليلا لبيانات 110 عاملين في القطاع الصحي معظمهم أطباء، باستخدام فحوصات الرنين المغناطيسي ووجدوا أن الموظفين الذين يعملون لساعات طويلة (52 ساعة أو أكثر أسبوعيا) ظهرت لديهم تغيرات واضحة في مناطق الدماغ المسؤولة عن:
- الوظائف التنفيذية مثل الانتباه واتخاذ القرارات.
- التحكم العاطفي والوعي الذاتي.
- الفص الجبهي المرتبط بالذاكرة العاملة ومعالجة اللغة.
كما لاحظ الباحثون زيادة بنسبة 19% في حجم منطقة التلفيف الجبهي الأوسط الخلفي لدى المجموعة التي تعمل لساعات طويلة مقارنة بغيرهم وهي منطقة حيوية للوظائف الإدراكية.
العمل لساعات طويلة وباء يهدد الصحة العقلية
كما حذرت روث ويلكنسون رئيسة السياسات والشؤون العامة في معهد الصحة والسلامة المهنية من أن ثقافة ساعات العمل الطويلة أصبحت وباء عالميا مشيرة إلى أن: 30% من الأمراض المرتبطة بالعمل ناتجة عن الإرهاق وأن حوالي 44% من الموظفين البريطانيين يعملون أكثر من 48 ساعة أسبوعيا، وأن 50% من العاملين يفحصون رسائل العمل خارج أوقات الدوام.
وقد دعا الباحثون إلى وضع سياسات صارمة للحد من ساعات العمل الزائدة، والعمل على حماية حق الموظفين في فصل الاتصال وعدم تلقيهم رسائل تخص العمل خارج ساعات الدوام الرسمية، وإدراج المخاطر النفسية في تقييمات بيئة العمل.
إن هذه الدراسة تضيف دليلا علميا جديدا على أن الإفراط في العمل لا يعتبر فقط مجرد ضغط مؤقت، بل يؤدي تغيير دائم في بنية الدماغ قد يؤدي إلى مشاكل إدراكية وعاطفية طويلة المدى.