في اكتشاف علمي مذهل توصل باحثون من جامعة لافال الكندية إلى إمكانية تشخيص مرض باركنسون من خلال فحص بسيط وغير جراحي للشبكية، مما قد يفتح الباب أمام الكشف المبكر عن المرض قبل سنوات من ظهور الأعراض الحركية المميزة.
الاكتشاف الثوري الشبكية نافذة إلى الدماغ
وقد أظهرت الدراسة أن شبكية عين المصابين بمرض باركنسون تستجيب للضوء بطريقة تختلف بشكل واضح عن الأشخاص الأصحاء، ويقول البروفيسور مارتن ليفيسك قائد الفريق البحثي: إن الشبكية هي امتداد مباشر للجهاز العصبي المركزي مما يجعلها وسيلة مثالية لاستكشاف الدماغ دون تدخل جراحي، وأن أي استجابة غير طبيعية للمنبهات الضوئية قد تشير إلى وجود مرض عصبي مثل باركنسون.
كيف تم الكشف عن هذا الاختلاف؟
وقد شملت الدراسة 20 مريضا تم تشخيص إصابتهم بباركنسون منذ أقل من 5 سنوات فخضعوا لفحص يتضمن وضع أقطاب كهربائية على الجفن السفلي لتسجيل استجابة الشبكية لومضات ضوئية متفاوتة في الشدة والتردد واللون، وبمقارنة النتائج مع مجموعة ضابطة من الأصحاء لاحظ الباحثون وجود بصمة مميزة لدى المصابين بالمرض.
التجارب على الحيوانات تؤكد النتائج
ومن أجل تعزيز النتائج أجرى الفريق اختبارات مماثلة على فئران معدلة وراثيا تحمل جينا مرتبطا بمرض باركنسون، وحتى قبل ظهور أي أعراض حركية سجلت هذه الفئران استجابات شبكية مختلفة، مما يعزز فرضية أن التغيرات الوظيفية في الشبكية قد تكون مؤشرا مبكرا للمرض، ففي الوقت الحالي يتم تشخيص مرض باركنسون فقط بعد ظهور أعراض مثل الرعاش أو تصلب العضلات، عندها يكون المرض قد تسبب بالفعل في تلف كبير للخلايا العصبية ولكن مع هذا الاكتشاف، يقترح الباحثون إدراج فحص الشبكية ضمن الفحوصات الروتينية للأفراد فوق سن الـ50 مما قد يمكن من التشخيص المبكر للمرض قبل تدهور الحالة، ومراقبة تطور المرض واستجابة المريض للعلاجات، بالإضافة لتطوير تدخلات وقائية لإبطاء تنكس الخلايا العصبية.
ومع أن النتائج واعدة إلا أن الباحثين يؤكدون الحاجة إلى مزيد من الدراسات على عينات أكبر لتأكيد فعالية الفحص، وإذا نجحت فقد تصبح عيادات العيون خط الدفاع الأول ضد أحد أكثر الأمراض العصبية انتشارا بين كبار السن.