أمريكا تطلق مشروع القبة الذهبية لصد الصواريخ البالستية

أمريكا تطلق درعها الذهبي هل تنهي عصر تفوق الصواريخ الروسية والصينية أمريكا تطلق درعها الذهبي هل تنهي عصر تفوق الصواريخ الروسية والصينية

أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغزيث رسميا عن إطلاق مشروع القبة الذهبية أحد أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطورا في التاريخ الأمريكي، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر البنتاغون، ويأتي هذا الإعلان تنفيذا للأمر التنفيذي رقم 14186 الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب في يناير الماضي.

مكونات النظام الاستراتيجي وأهدافه

يهدف المشروع إلى إنشاء درع دفاعي متعدد الطبقات قادر على اعتراض الصواريخ البالستية عابرة القارات، ومواجهة الصواريخ الهايبرسونيك (تصل سرعتها إلى 20 ماخ)، والتصدي لهجمات صواريخ الكروز المتطورة.

ويتكون النظام من طبقة فضائية تعتمد على أقمار اصطناعية قادرة على كشف الإطلاق المبكر للصواريخ، وطبقة متوسطة وهي أنظمة اعتراض أرضية وبحرية متطورة، وطبقة نهائية عبارة عن صواريخ اعتراضية سريعة الاستجابة.

التكامل مع الأنظمة الحالية

وجاء الإعلان عن المشروع بعد تحذيرات عسكرية من تطور الترسانات الصاروخية لدول مثل روسيا (صواريخ أفانغارد وكينجال) والصين (صواريخ DF-17 وDF-41)، وكوريا الشمالية (صاروخ هواسونغ-17)، وإيران (صاروخ خرمشهر-4).

كما أكد البنتاغون أن "القبة الذهبية" لن تحل محل الأنظمة الحالية مثل نظام ثاد (THAAD) ومنظومة إيجيس (Aegis) وأنظمة الدفاع الصاروخي الأرضية، بل ستعمل على تعزيزها وربطها في شبكة دفاع موحدة تحت إشراف:

- القيادة الشمالية الأمريكية (USNORTHCOM).

- قيادة الفضاء الأمريكية (USSPACECOM).

- قيادة الدفاع الجوي الأمريكي-الكندي (NORAD).

التحديات المالية والأفق المستقبلية

وقد رفع البنتاغون طلبا بميزانية أولية قدرها 25 مليار دولار ضمن مشروع قانون المصالحة "One Big Beautiful" للسنة المالية 2026، مع توقع زيادة التمويل في المراحل اللاحقة.

ويرى محللون عسكريون أن المشروع يمثل نقلة نوعية في استراتيجية الدفاع الأمريكي، وتحديا تقنيا كبيرا في مواكبة التطور الصاروخي العالمي، كما أنه رسالة واضحة للخصوم حول قدرات الردع الأمريكية

من المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من النشر الفعلي للنظام في 2026، مع تركيز أولي على المناطق الأكثر عرضة للتهديدات الصاروخية.

ويأتي هذا المشروع في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية توترات متصاعدة، مما يجعله أحد أهم المشاريع الدفاعية التي قد تحدد ملامح الأمن العالمي في العقود القادمة.