المنازل الذكية تعزز الهيمنة الذكورية وتهمش الحلول المجتمعية الحقيقية

تكنلوجيا المنازل الذكية تعمق فجوة عدم المساواة بين الجنسين تكنلوجيا المنازل الذكية تعمق فجوة عدم المساواة بين الجنسين

كشفت دراسة شملت مقابلات مع 12 عائلة تستخدم الروبوتات المنزلية وأجهزة مثل أمازون أليكسا وجوجل هوم، عن نمط مثير فبعض الآباء يبالغون في تعقيد منازلهم الذكية لدرجة أن أطفالهم يعانون من تشغيل الأضواء.

هذه العقلية ليست مجرد ظاهرة فردية، بل تعكس توجهات أوسع في وادي السيليكون، حيث تهيمن الثقافة التكنولوجية الذكورية والنظام التقني الأبوي مما يطرح تساؤلا حول دور التكنولوجيا في حل المشكلات حقيقية، أم أنها مجرد حلول سريعة تخفي قضايا أعمق

ليس الذنب في الرجال... بل في النظام

هل سمعت من قبل عن عقلية "الذكور التكنولوجيين"؟ ربما يبدو المصطلح مألوفا، أو ربما تعرف أشخاصا ينطبق عليهم هذا الوصف، فوفقا لباحثي التصميم توركا كينونين ونيلز إهرنبرغ فإن الذكر التكنولوجي هو شخص مهووس بتحسين الكفاءة وتقليل الجهد البشري عبر التكنولوجيا، وإن المصطلح "الذكر التكنولوجي" لا يهدف إلى إلقاء اللوم على الرجال، فالأمر يتجاوز الفرد إلى المؤسسات التي تضع الابتكار فوق البعد الإنساني، فالمشكلة الحقيقية تكمن في تعزيز التكنولوجيا للنظام الأبوي التقليدي، الذي يحدد أدوار الجنسين في العمل المنزلي ويهمل العبء النفسي غير المرئي الذي تتحمله النساء.

وأشار أحد المشاركين في البحث وهو أب لطفلين، بأنه عندما حول منزله إلى نظام معقد من الأتمتة الذكية، فلاحظ توتر زوجته أثناء الطهي فقام بتركيب ساعة ذكية في المطبخ لمساعدتها في ضبط المؤقتات، ورغم نيته الحسنة فإنه بدلا من مشاركتها العمل زاد من عزلها.

التكنولوجيا تعيد إنتاج عدم المساواة فالروبوتات تخدم الذكور

من خلال الإطلاع على استطلاع كاسبرسكي تبين أن 72% من الرجال هم من يثبتون الأجهزة الذكية في المنزل مقابل 47% فقط من النساء.

وفي أستراليا مازالت النساء يقضين 4 ساعات أسبوعيا أكثر في الأعمال المنزلية مقارنة بالرجال، حتى في الأسر التي تعمل النساء فيها بدوام كامل.

فالتكنولوجيا توعدت بتوفير الوقت لكنها فشلت في إعادة توزيع الأدوار، فبدلا من ذلك منحت السلطة لمن يمتلك المعرفة الرقمية وهم غالبا الرجال مما سمح لهم بأتمتة مهام ربما لم يشاركوا فيها أساسا.

ومع إطلاق أليكسا+ المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتكامل جوجل جيميني في المنازل، وتسابق الشركات لإنتاج روبوتات بشرية مثل أوبتيموس من تسلا يتحقق حلم "الذكر التكنولوجي" على شكل ألعاب جديدة تدار بها الأعمال المنزلية، ولكن الأهم هنا هل سيتحمل الرجال العبء النفسي أيضا، أم سيستمرون في أتمتة المهام الظاهرة فقط.

التكنولوجيا تعزز الرعاية لا الكفاءة

فالمنازل الذكية قد تكون "ذكية" تقنيا، لكنها تظل عاجزة عن حل المشكلات الاجتماعية الجذرية، فقبل أن نشتري روبوتا جديدا ربما علينا أن نسأل أنفسنا هل نحن نستخدم التكنولوجيا لتحرير أنفسنا، أم لتعزيز القيود القديمة بأدوات جديدة فيجب اختيار وتصميم الأدوات لتعزيز العلاقات الإنسانية لا استبدالها فبدلا من تركيب مؤقت ذكي يمكن مشاركة الطهي مع الزوجة باستخدام المساعد الصوتي لتحضير الوصفة معا.