الأدوية الشائعة المضادة للالتهابات تزيد خطر الإصابة بعدوى فيروسية قاتلة

خطر غير متوقع أدوية شائعة تضعف المناعة وتزيد خطر العدوى الفيروسية خطر غير متوقع أدوية شائعة تضعف المناعة وتزيد خطر العدوى الفيروسية

كشفت دراسة حديثة أن فئة من الأدوية المضادة للالتهابات، التي يتناولها الملايين حول العالم، قد تجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروسية خطيرة بما في ذلك الإنفلونزا وفيروس كوفيد-19.

حيث وجد باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا (NTNU) أن مثبطات إنزيم جانوس كِيناز (JAK)، والتي تستخدم لعلاج أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والأكزيما وحتى بعض أنواع السرطان، قد تضعف استجابة الجهاز المناعي للفيروسات.

الأدوية المضادة للالتهاب وطريقة عملها

تعمل هذه الأدوية عن طريق تثبيط مسارات التهابية معينة في الجسم، مما يقلل الألم والتورم لدى المرضى لكنها في المقابل تضعف آلية دفاعية حيوية تحمي الخلايا السليمة من الهجمات الفيروسية.

وقد أكد الباحث ألكسندر إيانيفسكي أحد مؤلفي الدراسة:

على أن هذه الأدوية تبطئ الجينات المسؤولة عن الاستجابة للعدوى الفيروسية، مما يزيل 'الدرع الواقي' للجسم ويسهل على الفيروسات الانتشار.

وقام الفريق البحثي باستخدام تقنيات متطورة لفحص تأثير هذه الأدوية على خلايا الرئتين والعينين والدماغ، بالإضافة إلى أعضاء مصغرة مصنعة في المختبر، وأظهرت النتائج أن الأدوية مثل باريستينيب (Olumiant) – المستخدم في علاج الصلع – تعيق قدرة الجسم على مكافحة الفيروسات.

كما أكد إرليند رافلو الباحث المشارك في الدراسة على ضرورة الحذر عند تناول هذه الأدوية: "فرغم فعالية هذه الأدوية في علاج الالتهابات، إلا أنها قد تشكل خطرا خفيا على المرضى المصابين بعدوى كامنة أو نشطة."

الآثار الجانبية لأدوية تثبيط المناعة

إن الباحثون يدعون الأطباء إلى توخي الحذر عند وصف هذه الأدوية، خاصة أثناء تفشي الفيروسات ومن بين الآثار الجانبية الشائعة لها:

- الصداع والغثيان.

- الإرهاق والإسهال.

- ارتفاع مستويات الكوليسترول.

أما الآثار الأكثر خطورة وإن كانت نادرة فتشمل:

- التهابات شديدة مثل الالتهاب الرئوي أو القوباء المنطقية.

- تلف الأمعاء أو المعدة.

- تغيرات في تعداد خلايا الدم.

ولكن رغم المخاطر أشار الباحثون إلى أن تثبيط المناعة قد يكون مفيدا في بعض الحالات، مثل تطوير اللقاحات أو اختبار الأدوية المضادة للفيروسات، لكنهم أوصوا بإجراء مزيد من الدراسات لفهم كيفية استخدام هذه الأدوية بأمان، خاصة أثناء الأوبئة.

ونشرت الدراسة في مجلة NAR Molecular Medicine بهدف زيادة وعي الأطباء والمرضى بالمخاطر المحتملة، خاصة لكبار السن وذوي الأمراض المزمنة.