كشفت تجربة سريرية ممولة جزئيا من قبل مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن مرضى سرطان القولون الذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام لديهم فرص أعلى للنجاة، وأظهرت النتائج أن تعزيز مستويات النشاط البدني يمكن أن يساعد المرضى على العيش لفترة أطول بعد العلاج، كما أكدت أهمية الدعم الشخصي في مساعدتهم على اختيار التمارين المناسبة والالتزام بها.
التمارين الرياضية تعزز فرص النجاة لدى مرضى سرطان القولون
شارك في التجربة 889 مريضا تلقوا علاجا لسرطان القولون في مراحله الثانية أو الثالثة، وشمل العلاج الجراحة والعلاج الكيميائي، وتم تقسيم المرضى إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى: تلقت مواد توعية صحية حول التمارين والتغذية.
المجموعة الثانية: خضعت لبرنامج تمارين مخصص مع دعم منتظم من مدربين متخصصين.
وبعد متابعة استمرت 5 سنوات تبين أن 80% من المرضى في مجموعة التمارين ظلوا خاليين من السرطان، مقارنة بـ 74% في المجموعة الأخرى، وفي غضون 8 سنوات ارتفع معدل البقاء الإجمالي للمجموعة المدعومة بالتمارين إلى 90%مقابل 83% للمجموعة الثانية، كما انخفض خطر الوفاة بنسبة 37% لدى المرضى الذين التزموا بالبرنامج الرياضي.
الدعم الشخصي اساس الالتزام بالتمارين وتحسين النتائج
أوضحت البروفيسورة فيكي كويل من جامعة بلفاست، التي قادت البحث في المملكة المتحدة، أن الدعم الفردي ساعد المرضى على تحقيق أهدافهم الأسبوعية، سواء عبر المشي السريع أو ركوب الدراجات أو السباحة، وأضافت: "إن دراستنا تقدم دليلا واضحا على أن النشاط البدني يقلل من خطر عودة السرطان، ونحتاج الآن إلى تعاون واضح بين صناع السياسات ومقدمي الرعاية الصحية لدمج التمارين في خطط العلاج."
وقالت مارغريت توبريدي 69 عاما إحدى المشاركات في التجربة: "لم أكن أمارس الرياضة في حياتي، لكن بالدعم المناسب أصبحت أمشي ثم انتقلت إلى تمارين القوة والمشي الجماعي، وأشعر الآن بأنني أقوى وأكثر صحة وهذا غير حياتي."
التمارين ودورها في مكافحة السرطان
ويعد سرطان القولون الشكل الرئيسي لسرطان الأمعاء القولون والمستقيم، وهو رابع أكثر أنواع السرطان شيوعا في المملكة المتحدة، ورغم أن الإصابات بين كبار السن مستقرة، إلا أن حالات السرطان بين البالغين تحت سن الـ50 آخذة في الارتفاع، وهي ظاهرة عالمية بدأت منذ التسعينيات.
فرغم أن الدراسة لم تحدد السبب المباشر، يعتقد الباحثون أن النشاط البدني ينظم الهرمونات ويقلل الالتهاب ويعزز المناعة، حيث قال الدكتور جو هينسون من جامعة ليستر: "إن التمارين خففت التعب وحسنت الحالة المزاجية والقوة الجسدية للمرضى، ونحتاج إلى مزيد من البحث لفهم الآليات البيولوجية الكامنة."
كما دعت كارولين جيراغتي الممرضة المتخصصة في مركز أبحاث السرطان، إلى توفير دعم مخصص للناجين من السرطان، مع التأكيد على أن كل حالة فريدة وقد لا تكون التمارين مناسبة للجميع دون استشارة الطبيب.