كشفت دراسة حديثة اجراها باحثون في مستشفى امستردام الجامعي بالتعاون مع اللجنة الاولمبية الهولندية عن اختلافات واضحة في كيفية تكيف قلوب الرياضيات المحترفات مقارنة بنظرائهن من الذكور، وشملت الدراسة 173 رياضية محترفة خضعن لفحوصات الرنين المغناطيسي الدقيقة.
وأظهرت النتائج ان قلوب الرياضيات تتكيف مع التدريب المكثف من خلال توسع الغرف القلبية بشكل رئيسي، بينما يزداد سمك عضلة القلب بشكل طفيف فقط، هذا على عكس الرياضيين الذكور الذين تظهر لديهم زيادة واضحة في سمك عضلة القلب الى جانب التوسع في الحجم.
تأثير نوع الرياضة على تكيف القلب
وجد الباحثون ان نوع الرياضة التي تمارسها اللاعبة يلعب دورا حاسما في شكل التكيف القلبي، حيث اظهرت نتائج الدراسة ان رياضيات التحمل مثل العداءات وراكبات الدراجات يتمتعن بغرف قلبية اكبر حجما وكتلة عضلية اكبر مقارنة برياضيات القوة مثل لاعبات الجمباز.
واكد ماارتن فان ديبين الباحث في طب القلب الرياضي على أن: "القلب يتكيف بشكل مختلف تماما حسب نوع النشاط البدني الذي تمارسه الرياضية، مما يؤكد ضرورة اخذ نوع الرياضة في الاعتبار عند تقييم صحة القلب".
كيف تساهم الدراسة في تشخيصات أكثر دقة للرياضيين
تكتسب هذه النتائج اهمية خاصة في مجال تشخيص أمراض القلب لدى الرياضيات، ففي السابق كان الاطباء يجدون صعوبة في التمييز بين التغيرات الطبيعية الناتجة عن التدريب المكثف والاعراض المرضية الخطيرة.
وأوضح هارالد يورستاد طبيب القلب الرياضي: "إن هذه النتائج تساعدنا على تحسين دقة التشخيص، حيث ان زيادة سمك عضلة القلب لدى الرياضيات قد تكون مؤشرا خطرا يحتاج الى فحص دقيق، خلافا للاعتقاد السابق بانها مجرد تكيف طبيعي مع الرياضة".
وتوصي الدراسة بضرورة اجراء المزيد من الابحاث التي تركز على الفروق بين الجنسين في مجال الطب الرياضي، كما تؤكد على اهمية تطوير بروتوكولات تشخيصية مختلفة للرياضيين والرياضيات بناء على هذه النتائج، ويمكن لهذه التوصيات ان تقلل من حالات التشخيص الخاطئ التي قد تؤدي الى انهاء مسيرات رياضية واعدة دون مبرر طبي حقيقي، كما تساهم في تحسين الرعاية الصحية المقدمة للرياضيات بمختلف مستوياتهن التنافسية.