أسعار العملات الرقمية تشهد تراجعا حادا بسبب التوترات الإسرائيلية الإيرانية

صدمة في عالم الكريبتو بعد ضربات إسرائيل لإيران هل حان وقت الشراء أم الهروب صدمة في عالم الكريبتو بعد ضربات إسرائيل لإيران هل حان وقت الشراء أم الهروب

شهدت أسواق العملات الرقمية يوم الجمعة 13 يونيو 2025 موجة بيعية عنيفة أدت إلى تراجع حاد في القيم السوقية للعديد من الأصول الرقمية الرئيسية، حيث فقد البيتكوين العملة الرقمية الأولى عالميا ما يقارب 3% من قيمته خلال التداولات، بينما سجل الإيثريوم تراجعا أكبر بلغ 9% في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.

وبحسب بيانات منصة "كوين ماركت كاب" المتخصصة في رصد أسعار العملات الرقمية، فقد لامس سعر عملة البيتكوين مستوى 103,000 دولار خلال الجلسة قبل أن يستقر عند 104,382.41 دولار عند الساعة 10:50 صباحا بتوقيت الهند، مسجلا انخفاضا بنسبة 3.24%، كما تراجعت عملة الإيثريوم إلى 2,515.94 دولار بنسبة 9.07%، بينما انخفضت عملة "إكس آر بي" بنسبة 5.77% إلى 2.12 دولار، وتراجعت عملة "سولانا" بشكل حاد بنسبة 9.96% إلى 143.99 دولار.

الأسباب الرئيسية وراء الانهيار في العملات الرقمية

ويعزو المحللون الماليون هذا التراجع الحاد في أسعار العملات الرقمية إلى عدة عوامل رئيسية:

1. التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران حيث أعلنت إسرائيل عن تنفيذ غارات جوية استهدفت عشرات المواقع العسكرية والنووية الإيرانية، مما أثار مخاوف المستثمرين من اتساع رقعة الصراع في المنطقة.

2. تحول المستثمرين إلى الملاذات الآمنة فمع تصاعد المخاطر الجيوسياسية، لجأ المستثمرون إلى تحويل أموالهم من الأصول الخطرة مثل العملات الرقمية إلى أصول أكثر أمانا مثل الذهب، الذي قفزت أسعاره بأكثر من 9%.

3. تصفية المراكز الشرائية فوفقا لبيانات "كوينغلاس"، تم تصفية مراكز شراء (لونغ) بقيمة تتجاوز مليار دولار في سوق العملات الرقمية خلال الـ24 ساعة الماضية مما زاد من ضغوط البيع.

ردود فعل الخبراء على انخفاض العملات الرقمية وتوقعات السوق

أعرب "أفيناش شيكار" الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "بي 42" عن رأيه قائلا: "أدت التطورات الجيوسياسية الأخيرة إلى حقن الأسواق العالمية بموجة جديدة من التقلبات الحادة، ولم تكن العملات الرقمية بمنأى عن ذلك"، وأضاف: "ما نشهده اليوم ليس انهيار، بل هو تصحيح مؤقت في ظل ظروف استثنائية، مع تأكيدنا أن الأساسيات الفنية للعملات الرقمية لا تزال قوية".

من جانبه توقع بعض المحللين أن تشهد الأسواق مزيدا من التقلبات في الفترة القادمة، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين السياسي في المنطقة، بينما رأى آخرون أن هذا التراجع قد يشكل فرصة شراء جيدة للمستثمرين على المدى الطويل، مع توقع تعافي الأسعار بمجرد هدوء الأوضاع الجيوسياسية.

تأثيرات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على الأسواق المالية

ولم تقتصر تأثيرات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على سوق العملات الرقمية فقط بل امتدت إلى:

- أسواق الأسهم فقد شهدت البورصات العالمية تراجعات حادة، مع انهيار مؤشر "سينسكس" الهندي بأكثر من 1300 نقطة.

- سلع الطاقة فقفزت أسعار النفط الخام بأكثر من 13%، مع تجاوز سعر برميل برنت مستوى 73 دولارا.

- سوق الفوركس حيث شهدت بعض العملات الرئيسية تقلبات حادة أمام الدولار الأمريكي.

وفي المرحة الراهنة ينصح المحللون بالعمل على تنويع المحفظة الاستثمارية وعدم التركيز على فئة أصول واحدة، والتركيز على المدى الطويل فالعملات الرقمية أثبتت مرارا قدرتها على التعافي بعد فترات التراجع الحاد، بالإضافة إلى مراقبة الأخبار الجيوسياسية حيث ستظل عاملا مؤثرا رئيسيا في تحركات الأسواق خلال الفترة القادمة.