إسرائيل تستهدف المنشآت النووية الإيرانية وتحذيرات من تسرب إشعاعي

الهجوم على قلب البرنامج النووي الإيراني.. نطنز وأصفهان تحت النار الهجوم على قلب البرنامج النووي الإيراني.. نطنز وأصفهان تحت النار

استهدفت إسرائيل فجر أمس الجمعة، منشآت نووية إيرانية رئيسية في مدينتي نطنز وأصفهان، ضمن موجة من الهجمات المركزة التي شملت أيضا مواقع عسكرية ومراكز قيادة.

ورغم التكتم الإيراني في البداية، أكدت مصادر في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الضربات الإسرائيلية تسببت بأضرار بالغة في منشآت حساسة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل برنامج إيران النووي، ومخاطر التسرب الإشعاعي.

استهداف منشأة نطنز

تعتبر نطنز قلب برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني. ووفقا لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، فإن الضربة دمرت بالكامل منشأة التخصيب العلوية، وتسببت بتلوث كيميائي وإشعاعي، دون أن تطال القاعات تحت الأرض، والتي تضم آلاف أجهزة الطرد المركزي.

لكن الوكالة حذرت من احتمال تعرض أجهزة التخصيب لأضرار غير مباشرة بسبب انقطاع الطاقة، ما قد يؤدي إلى تعطل خطير في البنية النووية.

استهداف منشآت أصفهان وفوردو

وشملت الهجمات الإسرائيلية أيضا منشأة أصفهان التي تحتوي على منشآت أبحاث نووية ومصنع لتجميع أجهزة الطرد المركزي، إضافة إلى منشأة فوردو التي تحتوي مفاعلا تحت الأرض يقع قرب مدينة قم، وهو موقع محصن بشدة ويعتقد أنه يستخدم لتخصيب اليورانيوم بدرجات مرتفعة.

وقد أعلنت إيران بأن العدوان فشل في اختراق الدفاعات، لكن صور أقمار صناعية أظهرت آثار حرائق وأضرار هيكلية واضحة.

ولا توجد حتى الآن، مؤشرات موثقة على تسرب إشعاعي واسع النطاق، لكن مخاطر الضربات على منشآت نووية عاملة تشكل سابقة خطيرة في الشرق الأوسط، وتثير مخاوف من كارثة بيئية.

وقد أعرب المجتمع الدولي، بما فيه أوروبا والولايات المتحدة، عن قلق بالغ من هذه الهجمات، فيما رفضت واشنطن التعليق رسميا على الهجوم، بينما دعت روسيا والصين إلى ضبط النفس الفوري.

وكان لافتا إعلان طهران تعليق المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، التي كانت مقررة في عمان نهاية الأسبوع.

هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران

أكدت إسرائيل بأنها تريد منع إيران من امتلاك السلاح النووي بأي ثمن، ووفقا لتحليلات أمنية غربية، فإن تل أبيب اختارت التوقيت بدقة، بعدما رصدت نشاطا نوويا استفزازيا في نطنز، قد يشير إلى تخصيب بنسبة تفوق 60%.

وتفتح الضربات الإسرائيلية على منشآت نطنز وأصفهان، فصلا جديدا وخطيرا في الصراع بين إيران وإسرائيل، فإذا صحت تقديرات الوكالة الذرية، فإن البرنامج النووي الإيراني تلقى ضربة قاسية قد تؤثر على مساره لسنوات، وفي المقابل، فإن هذا النوع من الهجمات ينذر بمواجهة إقليمية مفتوحة، قد لا تقتصر على إسرائيل وإيران وحدهما.