كشفت دراسة شملت أكثر من 5100 شخص في الولايات المتحدة أن الحفاظ على مستويات عالية من النشاط البدني خلال مرحلة الشباب ومنتصف العمر يلعب دورا حاسما في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين مارسوا 5 ساعات من التمارين المعتدلة أسبوعيا وهي ضعف الكمية الموصى بها حاليا، انخفض لديهم خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بشكل ملحوظ، خاصة إذا حافظوا على هذه العادة حتى سن الـ60.
الفوارق العرقية والاجتماعية في مستويات النشاط البدني
وقال جيسون ناجاتا الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة كاليفورنيا: "إن تحقيق ضعف الحد الأدنى الحالي من التمارين قد يكون أكثر فاعلية في منع ارتفاع ضغط الدم".
وكشفت الدراسة أيضا عن فوارق صحية كبيرة بين المشاركين حسب العرق والجنس، فعلى الرغم من أن الشباب الأسود يمارسون الرياضة في مرحلة المراهقة، إلا أن مستويات نشاطهم تنخفض بشكل حاد مع التقدم في العمر مقارنة بنظرائهم البيض، وبحلول سن الـ60 كان ما بين 80-90% من الرجال والنساء السود يعانون من ارتفاع ضغط الدم، مقارنة بنسبة تقل عن 70% لدى الرجال البيض وحوالي 50% لدى النساء البيض.
وأرجع الباحثون هذه الفوارق إلى عوامل اجتماعية واقتصادية، مثل البيئة المحيطة والمسؤوليات العائلية والمهنية التي قد تعيق استمرار ممارسة الرياضة في مرحلة البلوغ.
كيف تحافظ على نشاطك البدني مع تقدم العمركيف تحافظ على نشاطك البدني مع تقدم العمر
كما أكد الباحثون أن مرحلة الشباب تمثل "نافذة حرجة" للوقاية من ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر، ومع ذلك فإن التحديات مثل الانتقال إلى مرحلة الجامعة أو العمل أو تحمل مسؤوليات الأبوة قد تقلل من فرص ممارسة النشاط البدني.
لذا يوصي الخبراء بضرورة تعزيز برامج التوعية الصحية التي تشجع على زيادة النشاط البدني، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة لخطر ارتفاع ضغط الدم، فالوقاية تبدأ من الشباب لكن الاستمرارية هي العامل الأهم للحفاظ على صحة القلب على المدى الطويل.
وفي الختام إن ممارسة الرياضة بانتظام ليست مفيدة فقط للرشاقة، بل إنها درع واق ضد أحد أخطر الأمراض المزمنة.