كشفت دراسة حديثة أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وعلاج اليقظة الذهنية (MBT) يمكن أن يخففا آلام الظهر المزمنة ويقللا الاعتماد على المسكنات الأفيونية حيث وجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة تحسنت جودة حياتهم بشكل ملحوظ بعد اتباع هذه العلاجات حتى بعد سنوات من المعاناة مع الألم.
آلام الظهر المزمنة مشكلة شائعة بعلاجات محدودة
و بحسب الاحصائيات يعاني ما يصل إلى 28% من الأمريكيين من آلام الظهر المزمنة ومع ذلك فإن الخيارات العلاجية غالبا ما تكون غير كافية وقد أظهرت دراسة سابقة أن 10% فقط من العلاجات غير الجراحية لآلام الظهر فعالة بالفعل.
وفي محاولة لإيجاد حلول بديلة ركز الباحثون على العلاج السلوكي المعرفي واليقظة الذهنية وهما نهجان نفسيان يساعدان المرضى على إدارة الألم من خلال تغيير أنماط التفكير أو تعلم تقبل الألم دون ردود فعل سلبية.
فقد شملت الدراسة 770 بالغا يتناولون المسكنات الأفيونية لإدارة آلام الظهر المزمنة حيث تلقى نصف المشاركين جلسات علاج سلوكي معرفي بينما تلقى النصف الآخر علاج اليقظة الذهنية، وبعد 8 أسابيع من الجلسات الأسبوعية أظهر المشاركون انخفاضا في شدة الألم وتقليل جرعات المسكنات الأفيونية ولوحظ تحسن في الوظائف الجسدية وجودة الحياة بشكل عام.
كما أكدت الباحثة الرئيسية ألكسندرا زغيرسكا: إن هذه النتائج مهمة خاصة أن معظم المشاركين عانوا من الألم لأكثر من 5 سنوات وشكوا في إمكانية تحسن حالتهم.
بدائل المسكنات للألم المزمن
بدائل المسكنات للألم المزمن
وعلى الرغم من أن الدراسة لم تشمل مجموعة ضابطة، إلا أن نتائجها تتماشى مع أبحاث سابقة تؤكد أن العلاجات السلوكية يمكن أن تخفف الألم المزمن ومع ذلك لا تزال هناك حاجة لمزيد من الدراسات خاصة مع نقص الأبحاث التي تقارن مباشرة بين العلاج السلوكي المعرفي واليقظة الذهنية.
وأشار الخبراء إلى أن تقليل استخدام المسكنات الأفيونية يعد تقدما إيجابيا لأن الاستخدام طويل الأمد لهذه الأدوية قد يفاقم الألم المزمن.
ويقترح الباحثون إدراج العلاج السلوكي المعرفي أو اليقظة الذهنية كجزء من خطة علاج آلام الظهر سواء مع الأدوية أو بدونها، حيث يمكن للمرضى تجربة جلسات علاجية مع أخصائي (حضوريا أو عبر الإنترنت) أو عن طريق تطبيقات أو كتب تعليمية عن اليقظة الذهنية والعلاج المعرفي بالإضافة إلى ممارسة تمارين التأمل والتنفس بانتظام.
كما أكد الخبراء أن الاستمرارية هي المفتاح فمثل أي مهارة يحتاج المريض إلى الممارسة المنتظمة لتحقيق نتائج دائمة، ويشير إريك جارلاند أحد مؤلفي الدراسة الى انه بالرغم أن هذه العلاجات لا تشفي الألم تماما لكنها تعلم المرضى كيفية التعايش معه وتحسين جودة حياتهم، فباختيار العلاج المناسب والالتزام به يمكن لمرضى آلام الظهر المزمنة أن يجدوا راحة أكبر واستقلالية عن المسكنات مما يفتح الباب أمام حياة أكثر صحة وسعادة