أكدت وزارة الدفاع الصينية في 10 يونيو 2025 أن مجموعتي حاملتي الطائرات "لياونينغ" و"شاندونغ" أجرتا تدريبات تنسيقية في غرب المحيط الهادئ والمياه المحيطة، وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة الكولونيل وانغ شيومينغ: إن هذه التدريبات تأتي ضمن الخطة السنوية للجيش الصيني لتعزيز القدرات الدفاعية في المياه البعيدة والعمليات المشتركة، وأشار إلى أن هذه العمليات تتماشى مع القانون الدولي والممارسات البحرية المعتادة، وليست موجهة ضد أي دولة.
وشملت التدريبات عمليات إقلال الطائرات من على متن الحاملات والمراقبة البحرية ومكافحة الغواصات ومهام ضرب محاكاة، ويعكس هذا النشاط تطور قدرة البحرية الصينية على نشر قوتها البحرية عبر مسافات بعيدة، مما يعزز وجودها في المناطق الاستراتيجية بالمحيط الهندي-الهادئ.
مقارنة بين حاملتي الطائرات الصينيتين
وتمتلك الصين حاليا حاملتي طائرات عاملتين:
1. لياونينغ (CV-16) دخلت الخدمة عام 2012 بعد تجديدها من فئة "كوزنيتسوف" الروسية، تزن حوالي 60 ألف طن وتستخدم نظام إقلاع منحدر (سكي جامب) مع 24 مقاتلة من طراز "شنيانغ جيه-15".
2. شاندونغ (CV-17) وهي أول حاملة طائرات صينية الصنع، دخلت الخدمة عام 2019، تزن 70 ألف طن وتتميز بتصميم متطور يسمح بنشر 36 مقاتلة جيه-15، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر.
وفي حين أن كلا الحاملتين تعملان بالطاقة التقليدية فإن "شاندونغ" تمثل تقدما ملحوظا في القدرات القتالية مقارنة بسابقتها.
التداعيات الاستراتيجية على الولايات المتحدة وحلفائها
ويشكل النشر المتزامن للحاملتين الصينيتين تحديا للأمن الإقليمي، خاصة في مناطق مثل مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي وجزر اليابان الجنوبية، وتزيد هذه الخطوة من قدرة الصين على تعقيد العمليات البحرية الأمريكية وحلفائها، مما قد يدفع دولا مثل اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية.
وتعمل الصين حاليا على تطوير حاملة طائرات ثالثة، "فوجيان (CV-18)"، والتي ستكون مجهزة بأنظمة إطلاق كهرومغناطيسي، مما سيزيد من كفاءة عمليات الطيران، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة بحلول 2026-2027، مع خطط لبناء 4-7 حاملات طائرات إضافية، بعضها قد يعمل بالطاقة النووية.
إن هذه التطورات تعكس استراتيجية الصين لتعزيز قوتها البحرية العالمية بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها عام 2049، مما يضعها في منافسة مباشرة مع القوات البحرية الأمريكية ويغير موازين القوى في المنطقة.