تقع كوبا في قلب البحر الكاريبي، وتبرز كجزيرة ذات شخصية مميزة لا تشبه سواها، وهنا تمتزج ألحان السالسا مع نسمات الثورة، وتتناغم الألوان الزاهية للمباني الكولونيالية القديمة في هافانا مع عبق التبغ الكوبي الشهير، حيث تعزف الحياة على إيقاع كلاسيكي يعيد الزمن إلى الوراء.
كوبا.. الموسيقى والروح الحقيقية الطبيعة الخلابة وأرض الأساطيركوبا.. الموسيقى والروح الحقيقية الطبيعة الخلابة وأرض الأساطير
تزو هافانا فتجدها متحف مفتوح بين أزقة الزمن إنها أكثر من مجرد عاصمة لكوبا، فهي متحف حي يحكي قصص الماضي من خلال أحيائها القديمة، يبدأ الزائر رحلته عند “ماليكون”، من الطريق البحري الساحر الممتد على الواجهة البحرية، الذي يستقطب السكان المحليين والزوار على حد سواء، تتجول في “هافانا فييخا” بين الأزقة الحجرية ومبانيها الملونة، وتشاهد سيارات الكاديلاك الكلاسيكية التي لا تزال تعكس عصر الخمسينيات، لتعيش تجربة تأخذك إلى قلب الزمن.
تنطلق إلى فينالس التي تبعد ساعات قليلة عن العاصمة، وهي ملاذ يعانق الطبيعة الخضراء والجبال الشاهقة، تحيط بالمكان مزارع التبغ المنتشرة، حيث لا يزال الفلاحون يمارسون زراعة التبغ يدويا، محافظين على تراث يعود لقرون، وترى الكهوف العميقة والوديان الهادئة تحكي قصصا من الماضي، وتمنح الزائر فرصة الانغماس في جمال الطبيعة الهادئ.
ثم تعبر إلى فاراديرو التي تعتبر نموذجا مثاليا للشواطئ الاستوائية، حيث الرمال البيضاء الناعمة والمياه الفيروزية الصافية تشكل لوحة طبيعية تخطف الأنفاس، وعلى النقيض تتمتع ترينيداد بسحر الزمن القديم، فهي مدينة من القرن التاسع عشر مدرجة ضمن مواقع التراث العالمي، تتزين بمنازلها الملونة وشوارعها المرصوفة بالحصى التي تنقل الزائر إلى حقبة الاستعمار الأوروبي.
كوبا أكثر من مجرد وجهة سياحيةكوبا أكثر من مجرد وجهة سياحية
يمثل الشعب الكوبي جوهر هذه الجزيرة النابضة بالحياة، ويتميز بدفء غير محدود وحيوية متفجرة، تجعله محترفا بالفطرة في الغناء والرقص، لا تخلو أي ليلة في كوبا من موسيقى حية، حيث تتقاطع ألحان السالسا مع إيقاعات الجاز الأفرو-كوبي، مما يخلق مشهدا ثقافيا نابضا بالحياة لا ينسى.
إن زيارة كوبا تعني الغوص في تجربة ثقافية وإنسانية فريدة، حيث لا يكتفي الزائر بشواطئها فقط، بل يبحث عن ذاكرة الجزيرة وهويتها العميقة، ففي كل زاوية من الجدران القديمة إلى الأرصفة والشوارع، تروى قصص ملهمة من خلال وجوه الناس وابتساماتهم الدافئة.