شهد عالم الحيوان في السنوات الأخيرة سلسلة من الاكتشافات العلمية التي أثرت بشكل كبير على معرفتنا بسلوكيات الكائنات الحية، والتنوع البيولوجي وعلاقاتها بالبيئة، هذه الاكتشافات لم تفتح لنا أبوابا جديدة فقط لفهم الحياة البرية، بل ساعدت أيضا في تعزيز جهود الحماية البيئية والمحافظة على الأنواع المهددة.
اكتشاف أنواع جديدة في أعماق المحيطات
ففي عام 2023 كشفت بعثة علمية دولية تحت إشراف “المرصد البحري الأوروبي” عن اكتشاف أكثر من 30 نوعا جديدا من الكائنات البحرية في أعماق المحيط الأطلسي، منها أنواع أسماك من عائلة “لوسيفرينيداي” وقناديل بحر غير معروفة سابقا، هذه الكائنات تعيش في بيئات شديدة الضغط وظلام دائم، مما يثبت قدرة الحياة على التكيف في أقسى الظروف.
وفي دراسة نشرتها مجلة “ساينس” في 2024، استخدم فريق من جامعة هارفارد الذكاء الاصطناعي لتحليل تواصل الحيتان الحدباء، تمكن الباحثون من فك رموز أنماط الأصوات المعقدة التي تستخدمها الحيتان في التواصل والتزاوج، مما يوفر أدوات جديدة لحمايتها من خطر الصيد الجائر والتلوث الصوتي في المحيطات.
تأثير التغير المناخي على التنقل والهجرة
وفي تجربة حديثة أجريت في جامعة كامبريدج عام 2023، لاحظ الباحثون أن نمل الأنثيلاموس (Weaver ants) يستخدم استراتيجيات تعاون مدهشة لبناء جسور حية تسمح له بعبور العقبات أثناء جمع الطعام، هذا السلوك يثبت ذكاءا جماعيا متقدما غير مسبوق بين الحشرات، ويفتح آفاقا لفهم تطور السلوك الاجتماعي في الكائنات الصغيرة.
وكشف تقرير للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) في 2024 أن أكثر من 20% من أنواع الطيور البحرية غيرت مسارات هجرتها بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات، فعلى سبيل المثال طيور القطرس العطري (Short-tailed albatross) بدأت تهاجر لمسافات أبعد بحثا عن بيئات أكثر برودة، مما يؤثر على سلاسل الغذاء البحرية.
كما أظهرت دراسة من جامعة ستانفورد في 2023 أن نوعا من الخفافيش في غابات الأمازون يلعب دورا رئيسيا في تلقيح نوع نادر من الزهور يعرف بـ”زهرة القمر”. هذه العلاقة التبادلية تؤكد أهمية التنوع البيولوجي في الحفاظ على استمرارية النظم البيئية وتعقيداته.