حموضة المحيطات تتجاوز حدا خطيرا يهدد الحياة البحرية عالميا

كارثة بيئية صامتة.. المحيطات تتجاوز نقطة اللاعودة في الحموضة فهل يمكن إنقاذها؟ كارثة بيئية صامتة.. المحيطات تتجاوز نقطة اللاعودة في الحموضة فهل يمكن إنقاذها؟

كشفت دراسة علمية حديثة أن المحيطات العالمية تجاوزت حدا خطيرا في ارتفاع مستوى الحموضة، مما يشكل تهديدا كبيرا للنظم البيئية البحرية، الدراسة التي أجراها فريق دولي من علماء المحيطات والأحياء البحرية، حذرت من أن هذه التغيرات الكيميائية قد تؤدي إلى عواقب مدمرة على الحياة البحرية وخدمات النظم البيئية التي يعتمد عليها البشر.

الحدود الكوكبية للتغيرات البيئية

في عام 2009، طرح العلماء مفهوم "الحدود الكوكبية"، والذي يشير إلى مستوى التغيرات التي يمكن أن يتحملها الكوكب قبل أن تبدأ العواقب الكارثية، ومن بين هذه الحدود تجاوزت المحيطات حد الحموضة الآمن منذ خمس سنوات مما يعني أن الضرر قد بدأ بالفعل.

وتقول البروفيسور هيلين فيندلاي المؤلفة الرئيسية للدراسة: "إن تجاوز هذه الحدود يعني أننا دخلنا منطقة غير آمنة، حيث يصعب التنبؤ بتأثيرات هذه التغيرات على الحياة البحرية والمناخ العالمي."

تأثير الحموضة على الكائنات البحرية

تمتص المحيطات حوالي 25% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تفاعلات كيميائية تزيد من حموضة المياه، هذا التغيير يؤثر بشكل مباشر على الكائنات البحرية التي تعتمد على الكالسيوم لبناء قشورها وهياكلها العظمية مثل المحار والقواقع وقنافذ البحر والشعاب المرجانية والعوالق البحرية (مثل حيوانات البتيروبود)، فعندما تنخفض مستويات الأس الهيدروجيني، تجد هذه الكائنات صعوبة في تكوين قشورها، مما يؤدي إلى ضعف النمو وانخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة.

أكثر المناطق تأثرا بتغير الحموضة

ووجدت الدراسة أن أكثر المناطق تأثرا هي المناطق القطبية حيث شهدت أكبر تغير في المياه السطحية، والسواحل الغربية لأمريكا الشمالية من كندا إلى المكسيك، والمياه العميقة حيث وصلت الحموضة إلى مستويات خطيرة على أعماق تزيد عن 200 متر.

كما حذر الباحثون من أنه إذا استمرت الانبعاثات الكربونية بالمعدل الحالي، فإن 100% من سطح المحيطات سيتجاوز الحدود الآمنة بحلول عام 2100.

وتشير البروفيسور فيندلاي إلى أن الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل عاجل يمكن أن يبطئ من تفاقم المشكلة لكن الوقت ينفد، وتؤكد أن التعاون الدولي وإجراءات الإدارة البيئية الفعالة ضرورية لمواجهة هذا التحدي العالمي.