اليابان تشكل فريقا لتطوير طائرات مسيرة وذكاء اصطناعي عسكري

في خطوة استراتيجية كبرى تعكس تطور مفهوم الأمن القومي، أعلنت وزارة الدفاع اليابانية عن تشكيل فريق عمل متخصص مكون من 30 خبيرا عسكريا وتقنيا من نخبة الكوادر اليابانية، ويأتي هذا القرار في إطار مساعي طوكيو لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية المتزايدة، خاصة في ظل التطورات التكنولوجية السريعة في مجال أنظمة التسليح الحديثة.

اليابان تعيد هيكلة دفاعها في عصر تقنيات القتال الذكية

جاء قرار تشكيل هذا الفريق بعد أشهر من الدراسات المكثفة التي أجرتها الأكاديمية العسكرية اليابانية بالتعاون مع مراكز الأبحاث التكنولوجية، حيث تم تحليل متعمق للدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا والتي برز فيها الدور الحاسم للطائرات المسيرة في ساحات القتال الحديثة، تهدف اليابان من خلال هذه المبادرة الطموحة إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية منها: تحديث البنية التحتية الدفاعية بشكل شامل، وتعزيز التعاون العسكري التكنولوجي مع الحلفاء وخاصة الولايات المتحدة، وتطوير قدرات محلية متقدمة في مجال التقنيات العسكرية الحديثة، وبناء قاعدة صناعية دفاعية وطنية قادرة على المنافسة العالمية، وتعزيز القدرة التنافسية في سوق التسلح العالمي المتنامي، وتطوير أنظمة دفاعية متكاملة قادرة على مواجهة التهديدات المستقبلية

كيف تستعد اليابان لمواجهة التحديات المستقبلية؟

سيركز الفريق على عدة محاور حيوية تشكل ركائز الاستراتيجية الدفاعية الجديدة:

1. تطوير طائرات مسيرة متعددة المهام: وتشمل طائرات هجومية متطورة وطائرات مراقبة طويلة المدى مزودة بأحدث أنظمة الاستشعار، مع التركيز على تحسين دقة التوجيه وقدرة التحمل في الظروف الجوية الصعبة.

2. أنظمة الذكاء الاصطناعي القتالية: بالعمل على تطوير خوارزميات متقدمة لتحليل البيانات العسكرية واتخاذ القرارات في ساحات المعارك، مع ضمان السيطرة البشرية على العمليات الحاسمة.

3. التكامل بين الأنظمة المسيرة والمأهولة: وذلك بتصميم أنظمة قيادة وسيطرة تمكن من تحقيق أقصى استفادة من كلا النظامين، بما في ذلك تطوير مفهوم "الجناح الموال" للطائرات المقاتلة.

4. التطبيقات البحرية المتقدمة: عن طريق تطوير جيل جديد من القوارب المسيرة للعمليات الساحلية مزودة بأنظمة كشف متطورة وقدرات هجومية متنوعة.

في الختام يمكن القول إن هذه الخطوة ليست مجرد إجراء دفاعي، بل هي استثمار في مستقبل أكثر أمنا واستقرارا لليابان، مع إمكانية أن تكون نموذجا يحتذى به في مجال الابتكار العسكري والأمني عالميا